مظفر اباد (باكستان) (رويترز) - اتهمت باكستان القوات الهندية بإطلاق قذائف عبر الحدود المتنازع عليها في كشمير يوم الاثنين وزاد التوتر في كلا البلدين بعد مقتل جنود هنود الأسبوع الماضي مما أدى إلى موجة من المناوشات بين الخصمين المسلحين??? نوويا. واندلعت اشتباكات على امتداد خط المراقبة البالغ طوله 740 كيلومترا والذي يقسم كشمير في السادس من أغسطس آب بعد مقتل خمسة جنود هنود في كمين بمنطقة بونتش. وألقت نيودلهي بالمسؤولية عن الهجوم على الجيش الباكستاني لكن اسلام اباد نفت ذلك. وتبادل قصف ونيران الرشاشات على امتداد خط المراقبة امر شائع لكن الجولة الحالية من القتال تعتبر من اعنف الجولات منذ توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في 2003 . وجري ربط الاشتباكات بالاحتجاجات في كلا الدولتين والمشاهد الصاخبة في البرلمان الهندي. ولمحت الحكومة الى الرد تحت ضغط من الساسة المعارضين. وقال مسؤول بالجيش الباكستاني يوم الاثنين إن مدنيا قُتل نتيجة "قصف هندي غير مبرر" في قطاعات باتال وتشيريكوت وساتوال. وأضاف المسؤول "ردت القوات الباكستانية بفاعلية على إطلاق النار من الجانب الهندي." وقالت وزارة الخارجية الباكستانية ان اسلام اباد استدعت نائب المفوض الاعلى للهند (السفير) في باكستان لتسجل قلقها بشأن سقوط قتيل. كما دعت الى تعزيز الاليات العسكرية لمنع انتهاكات الهدنة. وقدم متحدث باسم وزارة الدفاع الهندية رواية مغايرة. وقال إن قواعد هندية تعرضت لاطلاق كثيف لقذائف مورتر ونيران مدافع آلية أثناء الليل في نفس المنطقة. وأضاف أن الهند "ردت بفاعلية" وأنه لم ترد تقارير بوقوع إصابات أو أضرار على الجانب الهندي. والاقليم المتنازع عليه والواقع في جبال الهيمالايا مقسم بين الهند وباكستان منذ عام 1948 لكن كليهما يطالب بالسيادة على مجمله. وخاض البلدان ثلاث حروب منها اثنتان بسبب كشمير وتتهم الهند باكستان بدعم المتمردين الانفصاليين الذين يقاتلون ضد حكمها في الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير منذ 1989. ويتبادل الجيشان إطلاق النار على الجبهة منذ يوم الثلاثاء مما يمثل ضغطا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي صمد الى حد كبير على مدى نحو عقد. في غضون ذلك قالت شركة الطيران الوطنية الباكستانية انها شددت الاجراءات الامنية حول مكتبها في نيودلهي بعدما رش رجلان طلاء اسود على الجدران والقيا تحذيرا مكتوبا عند الباب. وجاء في البيان التحذيري الذي وقعته وحدة دلهي في حزب شيفا سينا القومي الهندوسي المتطرف "على باكستان ان تتوقف على الفور عن مهاجمة الجنود الهنود وانتهاك اتفاق وقف اطلاق النار والى ان يفعلوا ذلك فلن يسمح لهم بتشغيل اي مكتب على ارض الهند المقدسة." وسير الجيش الهندي دوريات في منطقة قريبة من بوتش على الجانب الهندي من السياج يوم الاثنين بعد مقتل ثلاثة أشخاص في أعمال شغب بين الهندوس والمسلمين في مطلع الاسبوع. وربطت أحزاب المعارضة أعمال الشغب بتجدد التوتر على الحدود لان بعض المحتجين المشاركين في تلك الاعمال لوحوا بالعلم الباكستاني. ويوجد حظر تجول مفروض لاحتواء العنف في ثماني مقاطعات بالجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير. كما اوقفت السلطات خدمات الهاتف المحمول في المنطقة. وعلى الجانب الباكستاني من الحدود خرج المئات إلى الشارع في مظفر آباد عاصمة الجزء الواقع تحت سيطرة باكستان من كشمير متهمين الهند بتصعيد الهجمات. وهتف المتظاهرون أثناء توجههم إلى مكتب فريق مراقبي الأممالمتحدة العسكريين في الهند وباكستان الذي يشرف على وقف اطلاق النار "تسقط الهند.. تحيا حركة حرية كشمير". وقال المهاجر عزير احمد غزالي "الهند لا تريد أن يسود السلام المنطقة... اتضح ذلك من الأعمال الوحشية التي ترتكب داخل المنطقة والأعمال الاستفزازية على امتداد خط المراقبة." وتحدثت وسائل إعلام عن ان باكستان ربما تسحب بعض قواتها من الحدود الأفغانية حيث يتصدى الجيش الباكستاني لتمرد طالبان الباكستانية ليعيد نشرها عند الحدود الشرقية لكن مسؤولا بالجيش قال إن هذا الخيار ليس مطروحا. وتحاول الهند وباكستان استئناف محادثات سلام متعثرة في الشهر الجاري وكذلك عقد اجتماع محتمل بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ونظيره الباكستاني نواز شريف في نيويورك في سبتمبر أيلول. ونشرت الهند عشرات الآلاف من الجنود في كشمير لإخماد تمرد مسلح بدأ عام 1989. وفي السنوات القليلة الماضية انحسر العنف لكن ليس هناك تحرك يذكر فيما يتعلق بالتسوية السياسية. (إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)