يعقد البابا فرنسيس الذي لا يعرف الكلل وينهك المحيطين به الجمعة سلسلة طويلة من اللقاءات اذ سيتقدم اليه شبان للاعتراف كما سيتناول الغداء مع اخرين ويشارك في درب الالام ويجتمع بشبان معتقلين في اليوم الخامس للايام العالمية للشبيبة التي حققت نجاحا. فقد توجه نحو مليون شاب مشارك في الايام العالمية للشبيبة الى لقاء البابا مساء الخميس على شاطىء كوباكابانا في اجواء بهجة عيد بالرغم من الطقس الممطر بحسب ارقام الفاتيكان. ويقابل الحبر الاعظم الارجنتيني خمسة معتقلين بعيدا عن الكاميرات، في ثالث لقاء خلال ثلاثة ايام مع شبان يمرون بصعوبات بعد المدمنين عن المخدرات وشبان مدينة الصفيح فارجينا. وما يشكل الذروة في هذا النهار هو درب الالام الذي يجري في كل مرة في مناسبة الايام العالمية للشبيبة، لكن مع بصمة خاصة بكل حبر اعظم. ود دعي للمشاركة فيها على الشاطىء جميع شباب الايام العالمية للشبيبة الذين جاءوا من 170 بلدا. وستكون اربع عشرة محطة مناسبة للبحث وسط تصاميم رقص في مواضيع كثيرة تهم شباب اليوم. وبين هذه المواضيع الاتصال الافتراضي على شبكات التواصل الاجتماعي والمرضى في المرحلة الاخيرة وموت الشبان والنساء المعنفات والدفاع عن الحياة اضافة الى الحياة الزوجية. وقد تبنى البابا تقليدين اخرين لسلفه بنديكتوس السادس عشر، بحيث سيتقدم اليه في حديقة "كوينتا دا بوا فيستا" خمسة شبان للاعتراف باللغات الايطالية والاسبانية والبرتغالية التي يتقنها. والاعتراف -- اي المصالحة مع الاله -- تشكل احدى بصمات حبريته. ثم سيتناول الغداء في مقر الاسقفية مع اثني عشر صبيا وفتاة من الايام العالمية للشبيبة جاءوا من القارات الخمس. وبحسب المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي "فان البابا يظهر خلال هذه الرحلة طاقة لا تصدق على غرار ما فعل في روما. فهو حتى لا يخلد الى الراحة في اي وقت بل دائم الحركة". واضاف الاب اليسوعي بنبرة دعابة "سنرى الى اي حد سننجح في اللحاق به والى متى سيحتفظ بطاقة بهذا المستوى". وذكر بان البابا بنديكتوس السادس عشر اراد باستقالته خلفا يملك "النشاط" الذي لم يعد يملكه وبان الكرادلة قاموا بهذا الخيار انسجاما مع رغبته. واجري تعديل كبير على برنامج الايام المقبلة. فقد تم التخلي عن لقاء كان يفترض ان يعقد على ارض فسيحة في غوارابيتا على بعد 40 كلم من ريو، وابداله بسهرة صلاة وقداس الاحد الاخير ستتوج بهما الايام العالمية للشبيبة. وستجرى المناسبتان على شاطىء كوباكابانا على غرار لقاء مساء الخميس مع البابا ودرب الالام. واوضح المتحدث "ان اجتماعا للمنظمين (البرازيل والفاتيكان) عقد الخميس وتقرر بانه ليس امرا عاقلا بالنسبة للشبان ان يمضوا الليل على ارض عائمة بالماء بسبب الامطار الغزيرة". وقال "اتصلوا بالبابا الذي وافقهم الرأي". واضاف لومباردي ان الفرق الوحيد سيكون ان "الشبان لن يتمكنوا من النوم في العراء على الشاطىء في كوباكابانا، وانهم سيعودون الى المكان الذي ناموا فيه في الليالي السابقة". وهكذا فقد تم التخلي عن تمضية الليل في العراء، وهي تجربة هامة جدا بالنسبة للشباب، مثل الحج للوصول الى مكان السهرة. ومنذ كانون الثاني/يناير ينهمك مئات العمال في التحضيرات في حقل غواراتيبا الشاسع الذي اطلق عليه اسم "حقل الايمان". وقد اجريت اعمال ضخمة ومكلفة، ابرزها منصة مذهلة مع مئات الاعمدة من تصميم المهندس جواو اوشوا، حيث كان يفترض ان يترأس البابا فرنسيس القداس امام 1,5 مليون ، لكن الامر المحزن انها ستبقى خاوية وعديمة الجدوى.