دخل اعتصام انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي السبت اسبوعه الرابع غداة تظاهرات شارك فيها عشرات الاف المصريين البعض مؤيد لمرسي والبعض الاخر مؤيد للسلطات الجديدة والجيش، وشهدت اعمال عنف الجمعة راح ضحيتها ثلاث نساء في مدينة المنصورة. في الاثناء اعلنت السلطات المصرية الجديدة السبت انها ستعيد تقييم العلاقات مع سوريا التي كانت تدهورت ووصلت الى حد اغلاق السفارات منتصف حزيران/يونيو الماضي واكدت انه "لا نية لاعلان الجهاد في سوريا". الا ان وزير الخارجية نبيل فهمي اضاف "نحن نؤيد الثورة السورية وحق الشعب السوري في نظام ديموقراطي". وقام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بزيارة قصيرة الى القاهرة هي الاولى لقائد اجنبي للبلاد منذ الاطاحة بمرسي في الثالث من تموز/يوليو. واستمر تجمع آلاف الاشخاص في موقعين احتلهما انصار الاخوان منذ 22 يوما عند اشارة رابعة العدوية شمال شرق القاهرة وقرب جامعة القاهرة الاقرب الى وسط العاصمة. وتم نصب خيام عدة في الموقعين اللذين انتشرت فيهما صور مرسي تعلوها عبارات من نوع "رئيسنا" او "الرئيس الشرعي". وترفض جماعة الاخوان التي ينتمي اليها مرسي الاعتراف بشرعية السلطات المصرية الجديدة وتعتبر ما حدث مجرد "انقلاب عسكري" وتؤكد على ان مرسي انتخب ديموقراطيا وانها ستستمر في التظاهر في الشارع للانتصار له. وساد نوع من الهدوء قبل ظهر السبت في اماكن تجمع انصار مرسي، ويتمدد الكثير من المحتجين في الخيام وسط حرارة عالية في انتظار موعد الافطار حوالي الساعة 19,00 (17,00 تغ) في حين يسير البعض الاخر هاتفا "اسلامية اسلامية". وكانت تظاهرات انصار مرسي الجمعة الاهم منذ تشكيل الحكومة الجديدة الثلاثاء، وجاءت في اعقاب تحذير الرئيس الانتقالي عدلي منصور والجيش من اي عنف. وشهدت تظاهرات الجمعة بالعاصمة مناوشات واحتكاكات لكن الحوادث الاخطر كانت في المنصورة في دلتا النيل (شمال) حيث قتلت ثلاث نساء واصيب سبعة اشخاص آخرين بجروح في مواجهات بين انصار مرسي ومعارضيه، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة. وقال الاخوان ان الضحايا من انصارهم. وتواجه السلطات ايضا تدهور الوضع في شبه جزيرة سيناء حيث قتل 13 شرطيا وجنديان وسبعة مدنيين منذ الاطاحة بمرسي في عمليات نفذها مسلحون. وقالت وكالة الانباء المصرية الرسمية ان عشرة اسلاميين متطرفين قتلوا في هذه المنطقة. على الجبهة الدبلوماسية اعلن وزير الخارجية المصري الجديد نبيل فهمي السبت ان بلاده ستعيد تقييم العلاقات مع سوريا التي تدهورت مع اغلاق السفارات في ظل حكم الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي، مؤكدا انه "لا نية للجهاد في سوريا". وقال فهمي في مؤتمر صحافي "نحن نؤيد الثورة السورية وحق الشعب السوري في نظام ديموقراطي، وكان حصل خفض للعلاقات بين البلدين (..) كل شيء سيتم تقييمه ولا اعني انه سيحصل تغيير او عدم تغيير"، موضحا ان "ما استطيع قوله من الان انه لا نية للجهاد في سوريا وهذا رد على المواقف السابقة" في عهد مرسي. واضاف ان "الحل السياسي هو الحل الافضل لانه الوحيد الذي يحافظ على السيادة السورية والكيان السوري (..) سنسعى للحل السياسي وتمكين الاطراف السورية من التواصل معنا". وكان الرئيس المصري محمد مرسي الذي ازاحه الجيش عن السلطة، اعلن منتصف حزيران/يونيو "قطع العلاقات تماما مع النظام السوري"، مؤكدا ان بلاده بدأت اتصالات مع دول عربية واسلامية "لعقد قمة طارئة لنصرة" الشعب السوري. من جهة اخرى وحول الملف الفلسطيني، قال وزير الخارجية المصري "نحن نؤيد مفاوضات جادة بين الطرفين (الفلسطيني والاسرائيلي)، وليس التفاوض من اجل التفاوض، مع توقيت زمني مستهدف (..) مفاوضات تسبقها خطوات من الجانب الاسرائيلي لبناء الثقة". من جهة اخرى، اكد فهمي بشان عملية السلام "نحن نتشاور مع السلطة الفلسطينية (..) وطبيعي ان تكون لنا علاقات مع حماس لكن في سياق مختلف عن عملية السلام"، مشددا على ان "ما يحكمنا هو المصالح المصرية وعدالة الموقف الفلسطيني". وحول الازمة القائمة مع اثيوبيا بشان مياه النيل، قال وزير الخارجية المصري ان مصر دعت الى اجتماع عاجل لوزيري الخارجية والري في البلدين لبحث الامر. واكد الوزير ان بلاده تقيم "علاقاتها على اساس المصلحة الاستراتيجية مع الدول وليس مع احزاب وقادة" في انتقاد غير مباشر للنهج الذي كان يسير عليه مرسي الذي ارتبط بعلاقات قوية مع الدول والكيانات التي تحكمها سلطات اسلامية خصوصا في قطاع غزة وتركيا. وقام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بعد ظهر السبت بزيارة قصيرة الى القاهرة هي الاولى من نوعها لقائد اجنبي لمصر الجديدة وتاتي بعد جولة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في المنطقة بهدف استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.