تسعى كل من الولاياتالمتحدة والحكومة الافغانية وحركة طالبان الى تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب في الجهود من اجل الى اتفاق سلام ان يتم التوصل اليه على الارجح قبل انسحاب القوات الاجنبية من افغانستان بعد 12 عاما على الحرب. وستخفض الولاياتالمتحدة قواتها الى النصف لتصل الى 34 الف عسكري خلال ثمانية اشهر. ويدير البريطانيون 13 قاعدة في ولاية هلمند المضطربة بعد ان كانوا يديرون 137 قاعدة. اما بقية قوات حلف شمال الاطلسي فقد انسحبت من ذلك البلد بالفعل. ويقترب الموعد النهائي لانسحاب جميع القوات القتالية الاجنبية في كانون الاول/ديسمبر 2014 فيما تواصل طالبان هجماتها في كابول وافتتحت مكتبا اشبه بحكومة في المنفى في العاصمة القطرية الدوحة. راى وحيد موجدا المحلل الذي عمل مسؤولا في وزارة الخارجية في حكومة طالبان التي حكمت البلاد من 1996 حتى 2001 ان "الاميركيين وليس مسلحو طالبان هم الذين يحتاجون الى هذه المفاوضات". واضاف "بدون تسوية سلمية، فان الوضع سيتدهور.وستكثف طالبان هجماتها، وستسقط المزيد من المناطق الريفية تحت سيطرتها، وستصبح الطرق الرئيسية والسريعة غير امنة". وتابع "انهم يعتقدون انهم بهذه الطريقة ستكون لهم اليد الطولى في اي محادثات سلام. وكما يقولون فان +الاميركيين لديهم الساعة، ولكن نحن لدينا الوقت+". واتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما في مراحل مبكرة من رئاسته بالبطء في السعي الى التوصل الى حل سلمي لانهاء النزاع المستمر منذ 12 عاما، الا المخاوف تتزايد بان يتم الاستعجال في التوصل الى اتفاق باي ثمن. وعندما افتتحت حركة طالبان مكتبها في قطر الاسبوع الماضي ورفعت علمها عليه واستخدمت اسم "امارة افغانستان الاسلامية"، غضب الرئيس الافغاني حميد كرزاي واوقف المحادثات مع الاميركيين وهدد بمقاطعة عملية السلام برمتها. ورأى بروس ريديل مدير مشروع بروكنغز انتلجنس ان اخفاق الولاياتالمتحدة في ادارة افتتاح المكتب بطريقة سلسلة عزز الشكوك بشان استعداد ادارة اوباما للتنازل. وقال ان "المفهوم السائد في المنطقة هو ان واشنطن تسعى الى اجراء عملية سياسية باستماتة تجعلها مستعدة للتضحية بمصالح شريكها الافغاني" في اشارة الى الرئيس حميد كرزاي، مضيفا ان "ذلك مفهوم خطر جدا ينتشر حاليا". واضاف "يجب ان تصبح هذه عملية يتحدث فيها الافغان الى الافغان. كرزاي قال انه لن يتحدث. انه يريد مفاوضات مع طالبان تعيد هيكلة نفسها لتصبح حزبا سياسيا". وقال الكاتب الباكستاني احمد رشيد الذي كتب كثيرا عن افغانستان وطالبان، ان تعنت كرزاي يعكس غضبا افغانيا اوسع، الا انه اتهمه بانه جزء من المشكلة. واضاف ان كرزاي "تصور دائما نوعا من استسلام طالبان له او اجتماعا لقبائل الباشتون تعترف فيه طالبان به على انه زعيمهم وتضع العمامة التقليدية فوق راسه". واضاف "لكن من الواضح ان ايا من ذلك لن يحدث. لماذا تستسلم طالبان في الوقت الذي انهكت فيه القوات الاميركية، او ان تنحني امام رجل تكن له اكبر الكراهية؟ ومع ذلك فان كرزاي يرفض قبول اي شيء اقل من ذلك". وبعد ساعات من افتتاح المكتب في قطر، شنت طالبان هجوما صاروخيا ادى الى مقتل اربعة اميركيين في اكبر قاعدة عسكرية في افغانستان. وبعد ذلك بايام استهدف فريق انتحاري القصر الرئاسي ومكتب وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) في اجرأ هجوم تشهده كابول خلال سنوات. وذكر تقرير اصدرتها مجموعة الازمات الدولية الاربعاء ان "وسيلة التعبير السياسي الرئيسية للمسلحين في المستقبل القريب ستظل القتال، وليس السياسة الحزبية". وقال امير الله امان الجنرال الافغاني السابق الذي تحول الى شخصية تلفزيونية انه مع اقتراب العام 2014، فان طالبان مقتنعة بان "نجاحها يسير خطوة بخطوة مع الانسحاب الاميركي (...) ومكتبهم السياسي في قطر جعلهم اكثر جرأة للقيام بمزيد من العمليات للضغط على الحكومة لتذعن لطلباتهم. الا ان اخرين لا يعتقدون ان طالبان تمسك بجميع الخيوط الرابحة في يدها، رغم الانسحاب الاميركي الوشيك وضعف الحكومة الافغانية التي تواجه انتخابات رئاسية صعبة في نيسان/ابريل. وقالت كيت كلارك المحللة البارزة في شبكة افغانستان للمحللين ومقرها كابول ان "طالبان تبالغ في تقديرها لقدراتها وتقلل من قوة قوات الامن التابعة للحكومة الافغانية". واضافت "انهم يتذكرون 1996 وكيف انهم سيطروا على معظم البلاد دون حدوث قتال كبير. ولا اعتقد ان الوضع سيكون كذلك مرة اخرى. انهم لا يدركون صعوبة ذلك، سواء مع وجود الاميركيين او عدم وجودهم". والتزم مسلحو طالبان الصمت منذ افتتاح مكتبهم في قطر، باستثناء اعلانهم عن مسؤوليتهم عن الهجوم على القصر الرئاسية والقاعدة الاميركية. وفي قطر تلا مسؤولو طالبان بيانا طالبوا فيه بانهاء "الاحتلال" بمعنى انه يجب ان لا يبقى في افغانستان اي جندي اميركي، رغم ان المحادثات بين الافغان والولاياتالمتحدة من المفترض ان تتوصل الى اتفاق حول القوة الاميركية المتبقية في ذلك البلد بعد 2014. ونص برنامج طالبان المؤلف من خمس نقاط على ان المكتب يمكن ان يستخدم للقاء افغان غير محددين "في الوقت المناسب" في ما قد يكون اشارة الى احتمال البحث في رفضهم التحدث مع ممثلين من حكومة كرزاي رغم ان ذلك لن يتم فورا. وقال عضو من طالبان في شمال غرب باكستان طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "طالبان ينتظرون (...) لا نتوقع من هذه المحادثات التوصل الى حل فوري، فذلك سيستغرق وقتا".