طالبت السعودية الثلاثاء بتحرك دولي لانهاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد متهمة اياه امام وزير الخارجية الاميركي جون كيري بممارسة "ابادة جماعية". والتقى كيري مسؤولين سعوديين ضمن جوله اقليمية يدعو خلالها الى زيادة المساعدات المقدمة للمعارضة السورية، الا انه يشدد في المقابل على ان الولاياتالمتحدة تريد حلا سياسيا يشمل كل الاطراف. وابلغ وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل كيري ان الاسد يشن "ابادة جماعية لا سابق لها" خلال النزاع الذي اودى بنحو مئة الف شخص خلال اكثر من عامين. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك ان "المملكة تطالب بقرار دولي واضح لا لبس فيه يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح ويؤكد في الوقت ذاته على عدم مشروعية هذا النظام". واضاف ان "عدم مشروعية النظام ستلغي اي امكانية ليكون جزءا من اي ترتيبات او لعب اي دور حاضرا ومستقبلا". كما عبر عن استيائه حيال دور ايران التي تقدم المساعدات من اجل الحفاظ على حليفها العربي الرئيسي، وتزداد وتيرة مشاركة حزب الله اللبناني الشيعي في القتال الى جانب قوات الاسد في سوريا. وقال الفيصل مشيرا الى دور ايران "بالاضافة الى الابادة التي يرتكبها النظام ضد شعبه، فان هذا يشكل عاملا قاتلا على شاكلة اجتياح". وقد وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما بزيادة المساعدات للمعارضة لان الاسد يتحدى التحذيرات بشان استخدام اسلحة كيميائية لكنه يبدي حذرا ازاء تورط اوسع في حرب تتخذ مزيدا من الطابع الطائفي. وبالرغم من موقف الفيصل، قال كيري ان واشنطن تؤيد اتفاقا تم التوصل اليه في جنيف العام الماضي يتضمن قيام حكومة انتقالية تضم النظام والمعارضة. واوضح في هذا السياق "نعتقد بان الحل الافضل هو حل سياسي يكون من خلاله للشعب السوري فرصة تمكنه من القدرة على الاختيار بشان مستقبله". وتابع الوزير الاميركي "نعتقد بضرورة احترام كل الاقليات، وان يكون هناك تنوع وتعددية وان يكون للناس قدرة على ذلك في اجواء من السلام". وتعتمد السعودية، الحليف القديم للولايات المتحدة، المذهب الوهابي. وقد اعلن مسؤولون اميركيون في السابق عن قلقهم من الاموال المرسلة من الدول الخليجية العربية لتمويل المتطرفين السنة في افغانستان وباكستان وغيرها. كما اكد الفيصل ان المملكة لن تقف مكتوفة الايدي حيال ما يجري في سوريا، وذلك في اعقاب مؤتمر الدوحة السبت الماضي حيث تم التوافق على تسليح المعارضة. واقرت مجموعة اصدقاء سوريا التي تضم 11 بلدا، بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية، خلال اجتماعها السبت في الدوحة تسليح المعارضة السورية. كما دعا الفيصل الاتحاد الاوروبي الى "التفعيل الفوري لقراره نظرا للمستجدات الخطيرة في سوريا" في اشارة الى قرار الدول الاوروبية رفع الحظر عن ارسال السلاح الى المعارضة السورية. واضاف "لا يمكن اعتبار سوريا الان الا ارضا محتلة ما يتطلب ردا حازما دوليا سريعا. لم يعد هناك اي مبرر او منطق يسمح لروسيا باستمرار تسليح النظام". وقال ان "حزب الله وقوات الحرس الثوري الايراني والدعم اللامحدود بالسلاح الروسي تتشارك في قتل السوريين. هذا امر خطير لا يمكن السكوت او التغاضي عنه". واوضح الفيصل بحسب الترجمة ان بلاده "لا تتدخل في شؤون الاخرين (...) نريد مساعدة الشعب السوري بحسب قدراتنا، نحن بلد صغير لكننا لن نتوقف عن مساعدته وبافضل ما يمكن". وبالنسبة الى تعدد المجموعات السورية المعارضة، قال الفيصل ان "وحدة المقاومة امر مهم لتلبية احتياجاتها للدفاع عن نفسها والمضي قدما في بناء سوريا بشكل يضمن جميع الطوائف الدينية والعرقية". وختم قائلا ردا على سؤال ان الجهاد هو على "قدر ما يستطيع الانسان تقديمه، فهناك من يجتهد بيده او بلسانه، وهذا اقل الايمان، ونحن نجتهد في كل هذه النواحي".