اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين ان قرار مجموعة "اصدقاء سوريا" بتوفير دعم عسكري للمعارضة السورية المسلحة سيؤدي الى اطالة أمد النزاع السوري، مؤكدا ان النظام لا يعتزم تسليم السلطة "الى الطرف الاخر" في المؤتمر الدولي "جنيف 2" الذي يعمل المجتمع الدولي على تنظيمه لايجاد تسوية للنزاع. وذكر المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة في دمشق ان قرار مجموعة "اصدقاء سوريا" بتوفير دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية خلال اجتماعها الاخير في الدوحة "خطير لانه يهدف الى اطالة امد الازمة، الى اطالة العنف والقتل، الى تشجيع الارهاب على ارتكاب جرائمه". وقال "من يقرر متى اعيد التوازن؟ هل كلما حرر الجيش قرية من خلال قيامه بواجبه الدستوري يقولون ان التوازن اختل ولا بد من تسليح جديد للمعارضة؟". واضاف "هم قالوا ان ما يقومون به هو من اجل الشعب السوري.. هل قتل الشعب السوري يحقق لهم الهدف؟". وتساءل المعلم "لمن سيؤول هذا السلاح؟"، مشيرا الى ان "كل التقارير تشير الى ان تنظيم جبهة النصرة هو المسيطر الاساسي في الميدان... اذن هم في النهاية سيسلحون جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة. وقرر ممثلو 11 دولة تشكل نواة "مجموعة اصدقاء سوريا" في قطر السبت زيادة تسليح المعارضة السورية من اجل استعادة "التوازن" على الارض مع النظام. وقال المعلم "اذا كانوا يحلمون او يتوهمون بانهم سيقيمون توازنا مع الجيش العربي السوري، فانا اعتقد انهم سينتظرون سنوات ولن يتحقق لهم ذلك". واستبعد المعلم حصول تدخل عسكري في سوريا، قائلا "طالما سوري يقاتل سوريا، لماذا يتدخلون؟". وشدد على صعوبة التوصل الى وقف اطلاق نار في سوريا في ظل وجود مسلحين مرتبطين بالخارج. وقال "من يستطيع ان يسيطر على قرار هؤلاء المسلحين الاجانب؟ من يستطيع ان يخرجهم الا الجيش العربي السوري؟". وقال "نحن نتمنى ان يتخذوا قرارا بالعودة الى بلدانهم (...)، لكن هذا لن يحدث الا بقدرة الجيش العربي السوري". من جهة ثانية، اكد وزير الخارجية ان حكومة بلاده "ستتوجه الى جنيف ليس من اجل تسليم السلطة الى الطرف الاخر". وقال "اذا كان شرط المشاركة (في مؤتمر جنيف) تنحي الرئيس الاسد، عمركن ما تجوا"، وهو تعبير عامي للقول ان حضور المعارضين غير مهم، مؤكدا ان "الرئيس الاسد لن يتنحى". وتابع المعلم "نحن نتوجه الى جنيف من دون شروط مسبقة لكن هذا يعني اننا نرفض اي شروط مسبقة يضعها الاخر". وتابع "الموضوع واضح. نذهب الى جنيف بكل جدية لكن لا نقبل شرطا من احد. الميدان يبقى ميدانا يقوينا كلما حققت قواتنا انجازا"، مضيفا "من لديه وهم في الطرف الاخر انصحه الا ياتي الى جنيف". واشار الى ان حكومة بلاده "ستتوجه الى جنيف من اجل اقامة شراكة حقيقية وحكومة وطنية واسعة تشمل اطيافا عن الشعب السوري وخاصة جيل الشباب والنساء"، مشيرا الى انهم "الاحق في المشاركة في رسم مستقبل سوريا الديموقراطي التعددي الذي نعمل من اجله". واكد المعلم عزم بلاده على المشاركة في المؤتمر الدولي "سنتوجه للمؤتمر بكل جدية من اجل الوصول الى وقف العنف والارهاب الذي نعتبره مطلبا شعبيا" معتبرا انه "فرصة حقيقة يجب عدم تفويتها". وتابع "سنختبر قدرة المتحاورين على فرض وقف العنف والارهاب على الارض". وعبر عن امله في ان يقوم راعيا المؤتمر الدولي، اي موسكو وواشنطن، "بتحضير المناخ المناسب لانجاح مؤتمر جنيف، لا عقد مؤتمر من اجل المؤتمر". ويأتي هذا الموقف وسط استعدادات دولية لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة السورية بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس الاسد والمعارضة، وذلك بمبادرة من موسكو وواشنطن. وبعدما كان المفترض عقد المؤتمر في حزيران/يونيو الجاري، ارجىء الى موعد لم يحدد بعد. واعلن النظام السوري موافقته المبدئية على المشاركة في المؤتمر، في حين تشترط المعارضة رحيل الاسد للتوصل الى اي حل سياسي.