وقعت سلسلة تفجيرات اليوم الاحد في دمشق استهدف اثنان منها مركزين امنيين وحصدت قتلى وجرحى، وذلك غداة اجتماع لمجموعة اصدقاء سوريا تقرر خلاله زيادة الدعم العسكري للمعارضة السورية من اجل استعادة "التوازن" على الارض مع النظام. في لبنان المجاور، فجرت الازمة السورية الوضع مجددا اشتباكات بعد الظهر بين الجيش اللبناني وانصار رجل الدين السني المتشدد احمد الاسير المناهض للنظام السوري ولحليفه حزب الله اللبناني، ما تسبب بمقتل ثلاثة عناصر من الجيش. في دمشق، تسببت التفجيرات التي قال الاعلام السوري الرسمي ان بعضها ناتج عن عمليات انتحارية والاشتباكات التي رافقتها بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بمقتل تسعة اشخاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان و14 بحسب مصادر سورية رسمية. وقال المرصد في بريد الكتروني ان انفجار عبوة ناسفة في سيارة وقع في حي المزة 86 بمدينة دمشق الذي تسكنه غالبية من الطائفة العلوية، ما ادى الى مقتل مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحى. وقالت "سانا" من جهتها "استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل في الثالثة من عمره جراء تفجير ارهابي بسيارة مفخخة بكميات من المتفجرات في حي المزة 86 بدمشق". واتهمت "ارهابيين" بالتفجير، مشيرة الى اصابة سبعة اشخاص اخرين بجروح متفاوتة الخطورة بينهم طفلان، "اضافة الى الحاق اضرار مادية كبيرة في المباني السكنية". وكانت تفجيرات في حيي ركن الدين (شمال) وباب مصلى (جنوب غرب) تسببت قبل الظهر بمقتل 11 شخصا بحسب وزارة الداخلية السورية و8 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد السوري ان ثلاثة مقاتلين معارضين "هاجموا قسم الشرطة بحي ركن الدين حيث دارت اشتباكات بين المقاتلين وعناصر شرطة القسم. وبعد اقتحامهم المركز، سمع دوي انفجارين في المنطقة"، مشيرا الى مقتل "المقاتلين الثلاثة، ومقتل أربعة عناصر من الشرطة، واصابة تسعة آخرين بجروح، بينهم خمسة في حال خطرة". كما ذكر المرصد ان مدنيا قتل في حي باب مصلى (جنوب غرب) في دمشق بعد سماع اصوات ثلاثة انفجارات لم تعرف طبيعتها. في المقابل، ذكرت وزارة الداخلية ان "ارهابيين من جبهة النصرة حاولوا دخول مبنى قسم شرطة ركن الدين وفرع الامن الجنائي بدمشق"، وان "ثلاثة انتحاريين فجروا انفسهم اثناء محاولتهم دخول مبنى الشرطة حيث اشتبكت معهم عناصر القسم وتصدت لهم"، وان "ثلاثة انتحاريين آخرين" حاولوا "الدخول الى فرع الامن الجنائي لتفجير انفسهم، فتصدى لهم عناصر الفرع واشتبكوا معهم وتمكنوا من قتلهم وتفجير الاحزمة الناسفة التي يحملونها قبل وصولهم الى مبنى الفرع". واشارت الوزارة الى مقتل خمسة اشخاص واصابة تسعة آخرين بجروح بين "مدنيين وعسكريين" في الحادثين. وبث التلفزيون السوري صورا لمكاني التفجيرات، ظهرت فيها اللوحة الموضوعة على مدخل قسم شرطة ركن الدين، وقد تضرر الباب تحتها، بالاضافة الى قطع زجاج في الشارع وسيارات محطمة الزجاج وتخريب في بعض واجهات الابنية. في محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد السوري عن "مقتل 12 عنصرا من القوات النظامية على الاقل اثر تفجير سيارة مفخخة قام به عناصر من "حركة احرار الشام" الإسلامية، على حاجز العود للقوات النظامية في المدخل الجنوبي لمدينة حلب من جهة بلدة خان العسل، بالقرب من الأكاديمية العسكرية". وكان مقاتلون معارضون فجروا صباحا داخل مطار منغ العسكري عربة مفخخة استهدفت ابنية في المطار، ولم تعرف تفاصيل اخرى. في الدوحة، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد في ختام زيارة الى قطر المعارضة السورية الى السيطرة على المناطق الواقعة بايدي مجموعات اسلامية متطرفة والى ازاحة هذه المجموعات، وذلك غداة قرار اتخذته الدول الداعمة للمعارضة بزيادة دعمها العسكري والسياسي لها. وتوافقت الدول الاساسية الداعمة للمعارضة، وبينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، في الدوحة السبت على زيادة الدعم العسكري والسياسي للمعارضة السورية من اجل تحقيق توازن على ارض المعركة مع النظام السوري والدفع نحو حل سياسي تفاوضي. وانتقدت ايران قرار الدول الغربية والعربية تسليح مقاتلي المعارضة. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الاحد عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان قوله ان "الذين يدعمون ارسال اسلحة لسوريا مسؤولون عن قتل الابرياء وزعزعة استقرار المنطقة". في لبنان، اعلنت قيادة الجيش ان "مجموعة مسلحة تابعة" لرجل الدين السني المتشدد أحمد الأسير "قامت ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا - صيدا (جنوب)، ما أدى الى استشهاد ضابطين واحد العسكريين واصابة عدد آخر بجروح بالاضافة الى تضرر عدد من الآليات العسكرية". وكان مصدر امني محلي في جنوب لبنان افاد وكالة فرانس برس ان الاشتباكات "اندلعت في منطقة عبرا بين حاجز للجيش ومسلحين من انصار الشيخ احمد الاسير بعد توقيف الحاجز سيارة تقل اشخاصا من جماعة الاسير. وعلى الاثر، طوق المسلحون ناقلة جند للجيش، وحصل اشكال تطور الى تبادل اطلاق نار". ووقع الحادث في محيط مسجد بلال بن رباح الذي يؤم فيه الاسير الصلاة والمحاط منذ اشهر بتدابير امنية مشددة على خلفية حوادث عدة تورط فيها الاسير وانصاره مع الجيش اللبناني، ومع انصار حزب الله الشيعي. وشلت الحركة في شوارع صيدا وعبرا، ونزحت عائلات من منطقة الاشتباكات، فيما افاد شهود عن ظهور مسلح في عدد من احياء صيدا وصولا الى الطريق الساحلي من صيدا الى بيروت. ولم يكن الاسير معروفا قبل نحو سنتين، لكنه برز الى الواجهة نتيجة مواقفه المعارضة للنظام السوري ولحزب الله الشيعي المتحالف معه. وقد اثار الاسير الاسبوع الماضي ضجة عندما بادر انصاره الى اطلاق نار على شقق قريبة من المسجد يقول الاسير ان سكانها هم مسلحون من حزب الله يقومون بمراقبته. وحصل تبادل اطلاق نار مع مسلحين من انصار حزب الله تسبب بمقتل رجل واصابة آخرين. ويتهم الاسير الجيش اللبناني بالتساهل مع حزب الله والتشدد مع انصاره.