عزز الجيش اللبناني اليوم الثلاثاء انتشاره في شوارع مدينة صيدا في جنوب البلاد، محذرا من انه سيطلق النار على اي مسلح، وذلك في بيان أصدره بعد ساعات من توتر امني شمل انتشارا مسلحا واطلاق نار اسفر عن سقوط عدد من الجرحى. من جهته، افاد مصدر امني وكالة فرانس برس ان اطلاق النار قام به مناصرون لرجل دين سني مناهض لحزب الله الشيعي، في حادث يأتي وسط تصاعد التوترات السياسية والمذهبية في لبنان على خلفية النزاع في سوريا المجاورة والذي يقسم اللبنانيين بين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضين له. وقال المصدر ان "مسلحين موالين للشيخ أحمد الاسير فتحوا النار في عبرا"، مشيرا الى ان اطلاق النار استهدف شقتين قريبتين من المسجد الذي يؤمه الاسير ويقول انهما يضمان عناصر مسلحين من حزب الله يتولون مراقبته. من جهتها، قالت قيادة الجيش انه قرابة الساعة 15:00 (12:00 تغ) "وعلى خلفية حادث سير حصل في مدينة صيدا، انتشرت عناصر مسلحة في محلة عبرا (شرق صيدا) وأقدمت على إطلاق النار إرهابا مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات بين المواطنين"، وذلك تزامنا مع قيام أشخاص آخرين بقطع طرق في المدينة. ولم تحدد قيادة الجيش عدد الجرحى ولا طبيعة اصاباتهم. واكدت القيادة تدخل "وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة والتي تم تعزيزها بوحدات إضافية، وهي تعمل على إخلاء المظاهر المسلحة وفتح الطرقات وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها". وانذرت "جميع المسلحين بوجوب الانسحاب الفوري من الشوارع، وهي لن تسمح بنشر الفلتان الأمني وستطلق النار على أي مسلح وسترد على مصادر إطلاق النار بالمثل". ويعد الاسير احد رجال الدين السنة المتشددين في لبنان، وقد برز في العامين الماضيين بعد اتخاذه سلسلة مواقف حادة مناهضة لحزب الله وداعمة للاحتجاجات ضد النظام السوري. وشهد لبنان سلسلة من اعمال العنف على خلفية النزاع السوري المستمر منذ اكثر من عامين، ادت الى سقوط قتلى وجرحى. وتصاعدت حدة الخطاب المذهبي والسياسي مؤخرا بعد مشاركة حزب الله الى جانب القوات النظامية السورية في المعارك ضد مقاتلي المعارضة، لا سيما في مدينة القصير وسط سوريا التي سيطر عليها النظام والحزب في الخامس من حزيران/يونيو، بعدما شكلت لاكثر من عام معقلا لمقاتلي المعارضة. كذلك، تفيد تقارير امنية عن مشاركة مقاتلين لبنانيين ذات توجه اسلامي في المعارك الى جانب المعارضة السورية، لكن بأعداد قليلة وبمبادرات فردية.