حصل رجل الدين الإيراني المعتدل حسن روحاني على 51% من الأصوات بعد فرز بطاقات 65% من مكاتب الاقتراع في أنحاء البلاد، كما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية عبر التلفزيون. وحل في المرتبة الثانية المحافظ محمد باقر قليباف. أظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الإيرانية اليوم السبت (15 يونيو/حزيران) تقدما واضحا لرجل الدين المعتدل حسن روحاني على منافسيه المحافظين، مما يشير إلى أنه قد يفجر مفاجأة بفوزه على المتشددين. ومن غير المرجح أن تحدث نتيجة الانتخابات تغييرا جذريا في علاقات إيران مع العالم الخارجي أو في سياسة إيران بخصوص برنامجها النووي المثير للخلاف أو دعمها للرئيس السوري بشار الأسد إذ أن جميعها قضايا أمنية يبت فيها الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. ويعكس التقدم الكبير لروحاني تأييدا واسعا للتيار الإصلاحي استغل فيه الكثير من الناخبين الفرصة لرفض النخبة الحاكمة المتشددة بسبب المشاكل الاقتصادية والعزلة الدولية وقمع الحريات الشخصية رغم القيود المفروضة على اختيار المرشحين وتنظيم الحملات الانتخابية. وكان روحاني المعتدل يتولى رئاسة الوفد الإيراني في المفاوضات النووية ويعرف بنهجه التصالحي وأشار إلى أنه في حال فوزه سينتهج سياسة خارجية تقوم على 'التفاعل البناء مع العالم' ووضع 'ميثاق للحقوق المدنية' في البلاد. روحاني استفاد من تشتت أصوات المرشحين المحافظين وقال وزير الداخلية الإيراني إنه بعد فرز أكثر من 23 مليون صوت من إجمالي جمهور الناخبين البالغ 50 مليونا حصل روحاني على 51.07 بالمائة من الأصوات. وستكون هذه النسبة كافية لتجنب خوض جولة إعادة يوم 21 يونيو حزيران. وأقرب منافسي روحاني هو المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران الذي جاء في المرتبة الثانية بفارق كبير بعد أن حصل على 16.3 بالمائة من الأصوات. وحصل المرشحون المتشددون الآخرون على عدد أقل من الأصوات ومن بينهم رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين الحالي سعيد جليلي. ولم يذكر مسؤولو الانتخابات المناطق التي جرى فرز أصواتها حتى الآن. وقدرت السلطات مساء أمس الجمعة أن نسبة إقبال الناخبين ستتجاوز 70 بالمائة وهي نسبة عالية نسبيا ويرجح أن تصب في صالح روحاني. وحظي روحاني بدفعة كبيرة في الأسبوع الماضي عندما انسحب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف لصالحه. وأيد حملته الانتخابية الرؤساء السابقون محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني. وعلى الجانب الآخر فشل المرشحون المتشددون في تنظيم صفوفهم والالتفاف حول مرشح واحد ليعانوا من انقسام شديد في قاعدة تأييدهم نتيجة لذلك. وتم تمديد التصويت عدة ساعات في مراكز الاقتراع بأنحاء البلاد أمس الجمعة عندما خرج ملايين الإيرانيين للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية منذ الانتخابات المثيرة للجدل عام 2009 التي أثارت فيها مزاعم بالتزوير احتجاجات حاشدة. وتم تشديد الإجراءات الأمنية أثناء الانتخابات وخفتت الحملات الانتخابية مقارنة بالتجمعات الحاشدة التي سبقت انتخابات الرئاسة الأخيرة في عام 2009 عندما اعتقد الناخبون المؤيدون للإصلاح أنهم حققوا الفوز وإمكانية إحلال الديمقراطية في إيران. وتحطمت هذه الآمال عندما أعلن حصول أحمدي نجاد على 63 في المائة من الأصوات وفوزه بفترة رئاسية ثانية وما ترتب على ذلك من احتجاجات استمرت عدة أشهر وأسفرت عن سقوط قتلى واعتقال المئات. م. أ. م./ م. س (رويترز، أ ف ب)