اتهمت فرنسا الثلاثاء النظام السوري باستخدام غاز السارين على الاقل في حالة واحدة في النزاع المستمر مع المقاتلين المعارضين، مشددة على ان "كل الخيارات باتت مطروحة" حتى لو شمل ذلك عملا مسلحا، في حين طلبت واشنطن مزيدا من الادلة على استخدام هذا الغاز. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي "ليس لدينا ادنى شك بان الغازات قد استعملت (...) وخلاصة المختبر واضحة: غاز السارين موجود"، وذلك بالاستناد الى عينات حملها مراسلان لصحيفة لوموند من منطقتين في سوريا. واضاف "في الحالة الثانية (التي حللتها فرنسا) مما لا شك فيه ان النظام والمتعاونين معه" هم المسؤولون عن استخدام غاز السارين. وفرنسا هي البلد الاول الذي يظهر موقفا حاسما بالنسبة الى استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، الامر الذي اثير منذ اشهر عدة واعتبرته الولاياتالمتحدة "خطا احمر". وتابع فابيوس "ثمة خط تم تجاوزه من دون ادنى شك. نبحث مع شركائنا ما ينبغي القيام به وكل الخيارات باتت مطروحة. اما نقرر عدم التحرك واما نتحرك بما في ذلك في شكل مسلح في المكان الذي تم فيه انتاج الغاز وتخزينه، (لكننا) لم نصل بعد الى هذه المرحلة". ولم يتاخر البيت الابيض في التعليق على ما اعلنه فابيوس، معتبرا انه لا بد من الحصول على مزيد من الادلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "ملاحظتي انه بحسب المعلومات الفرنسية (...) من الضروري القيام بمزيد من العمل لتحديد هوية المسؤول عن استخدام (هذا الغاز) والكميات المستخدمة وجمع مزيد من التفاصيل حول ظروف استخدامها". واضاف المتحدث "كما قال الرئيس، علينا ان نزيد مجموعة الادلة التي لدينا (...) قبل اتخاذ قرار، علينا ان نتمكن من درسها على قاعدة ما يشكله استخدام مواد كيميائية من جانب النظام السوري من انتهاك واضح جدا. سنثابر" على هذا الامر. ولفت فابيوس الى انه سلم نتائج التحاليل صباح الثلاثاء للبروفسور اكي سيلستروم، رئيس بعثة التحقيق التي شكلها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وكلفها تحديد الوقائع في شان المزاعم عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا. واوضح مصدر دبلوماسي ان مصدر العينات هو حي جوبر في جنوبدمشق حيث شهد مراسلان لصحيفة لوموند في منتصف نيسان/ابريل لاستخدام غازات سامة ونقلا عينات الى السلطات الفرنسية، اضافة الى مدينة سراقب في جنوب حمص (وسط) التي شهدت هجوما في نهاية نيسان/ابريل. وفي تقريرها الاخير الذي سلمته الثلاثاء لمجلس حقوق الانسان، نددت لجنة التحقيق في الاممالمتحدة باستخدام "كميات محدودة من مواد كيميائية" في اربعة مواقع على الاقل في سوريا في اذار/مارس ونيسان/ابريل، لكنها لم تحدد طبيعة هذه المواد ولا مستخدميها. كذلك، اعتبرت اللجنة ان "جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية باتت حقيقة يومية في سوريا" مشيرة الى استخدام اسلحة كيميائية وارتكاب مجازر واللجوء الى التعذيب. وراى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء ان التقرير الجديد للجنة التحقيق "مروع ومثير للاشمئزاز" يحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نيسركي. واعتبر المتحدث ان هذا التقرير يعزز ضرورة ايجاد حل دبلوماسي لهذا النزاع والسماح لخبراء الاممالمتحدة بالتحقيق من دون عوائق في استخدام اسلحة كيميائية. وتاتي هذه التاكيدات مع استمرار التحضير لاجتماع دولي في جنيف الاربعاء يبحث ايجاد تسوية للنزاع السوري، فيما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة بين بلاده والاتحاد الاوروبي في ايكاتيرينبورغ في الاورال الروسي، التحذير من اي "تدخل عسكري خارجي في سوريا"، مشيرا الى ان مصيره سيكون الفشل. كذلك، اعلن بوتين في ختام الاجتماع ان بلاده "لم تسلم بعد" صواريخ ارض-جو من طراز اس 300 الى سوريا. واضاف ان "العقد وقع قبل سنوات، ولم يطبق حتى الان"، مضيفا ان الصواريخ "بالتاكيد سلاح خطير. ولا نريد ان نخل بميزان القوى في المنطقة". وتعترض اسرائيل والدول الغربية بشدة على حصول سوريا على مثل هذه الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات والصواريخ.