قالت روسيا الثلاثاء ان قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة السورية "سيضر مباشرة" بفرص عقد مؤتمر سلام حول الازمة السورية وشددت على ان الصواريخ الروسية المتطورة المقرر تسليمها الى سوريا تمثل رادعا لاي تدخل خارجي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في اشارة الى قرار الاتحاد الاوروبي الاثنين رفع حظر على تسليح المعارضة السورية "هذا الامر يضر مباشرة بافاق عقد مؤتمر دولي" مرتقب في حزيران/يونيو بمبادرة روسية-اميركية ويعرف بمؤتمر جنيف 2. لكن في تعليقات من الاكثر وضوحا حتى الان بشان صواريخ اس-300 التي تعتزم موسكو تسليمها للنظام السوري قال ريابكوف ان العقد المثير للجدل يشكل "عامل استقرار" في الشرق الاوسط. وقال ريابكوف للصحافيين "نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار ونرى ان اجراءات كهذه تردع الى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير بسيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليا بمشاركة قوات اجنبية". واثارت تصريحات ريابكوف على الفور ردود فعل من اسرائيل التي قالت انها "تعرف ما ستفعله" اذا سلمت روسيا انظمة الصواريخ، في تلميح على ما يبدو الى ضربة جوية جديدة لسوريا. واضاف ريابكوف ان شحنة الصواريخ تاتي في اطار عقد تم التوقيع عليه قبل عدة سنوات مع النظام السوري. وشدد الوزير الروسي ايضا على ان الاسلحة محض دفاعية والغرض منها حماية النظام من قوات خارجية اكثر منها سحق المعارضة الداخلية. وكرر ريابكوف القول ان شحنة الاسلحة الروسية لنظام الاسد قانونية لانها تمت بموجب اتفاقيات قبل الحرب تم التوصل اليها مع حكومة معترف بها دوليا. واسرائيل قلقة من شحنة الصواريخ الروسية اس-300 لانها يمكن ان تساعد دمشق على ضرب الطائرات والصواريخ ضمن قطر من عشرات الكيلومترات. وقال ريابكوف ان عدم تمكن المعارضة المقسمة من التوصل لقيادة موحدة تمثلها في المؤتمر المرتقب هو اكبر عقبة امام السلام. واوضح "ان الخلافات بين المجموعات التي تقاتل الحكومة وعدم قدرة شركائنا بمن فيهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي على ضمان مستوى تمثيل للقوى المعارضة يملك ما يكفي من السلطة، يشكل العقبة الاساسية اليوم" امام عقد مؤتمر جنيف 2 لحل النزاع السوري سياسيا. ووافق الاتحاد الاوروبي في ساعة متاخرة الاثنين على رفع الحظر الاوروبي على الاسلحة للمعارضة السورية المسلحة بعد نقاشات كثيرة واصرار قوي من فرنسا وبريطانيا. وشدد مسؤول فرنسي في باريس على ان قرار رفع الحظر "نظري" ولن يبدأ تطبيقه قبل الاول من اب/اغسطس القادم في اقرب تقدير لان الاتحاد الاوروبي لا يرغب في الاضرار بمحادثات السلام التي تدفع باتجاهها موسكو وواشنطن. ومن المرتقب عقد مؤتمر جنيف-2 في موعد ما الشهر القادم بعد ان اتفق وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في ايار/مايو الماضي على محاولة جمع الطرفين المتحاربين في مؤتمر واحد. وقال ريابكوف ان روسيا "تشعر بالخيبة" ازاء قرار الاتحاد الاوروبي. واوضح "نشعر بالخيبة لان القرارات التي يتم التوصل اليها لا تفشل فقط في تعزيز حل سياسي ... بل تعارض سياسات الاتحاد الاوروبي نفسه". واضاف "ان الاتحاد الاوروبي بشكل رئيسي يصب الزيت على نار الصراع ويقلل من فرص اجراء مؤتمر حول سوريا". واتهم الكتلة التي تضم 27 دولة بوضع "معايير مزدوجة" برفعها الحظر عن تسليح المعارضة وليس عن قوات الرئيس بشار الاسد.