قتل اكثر من 400 شخص في بنغلادش في انهيار مبنى للصناعة النسيجية القطاع الذي دان البابا فرنسيس "عمل العبيد" المفروض على العاملين فيه. وبلغت الحصيلة الاخيرة للضحايا الاربعاء 405 قتلى و149 مفقودا في كارثة قد يبلغ عدد ضحاياها الى 550 قتيلا كما قال منقذون. وكشف اسوأ حادث في التاريخ الصناعي لهذا البلد الفقير الواقع في جنوب آسيا "ورش البؤس" التي تستخدمها الشركات العالمية للالبسة، ودفعت عشرات الآلاف من المتظاهرين الى النزول الى الشوارع في عيد العمل هذا. ويرفع آلاف العمال الذين يتظاهرون بسلام في شوارع دكا، لافتات واعلاما حمر وهم يرددون "اشنقوا القتلة اشنقوا مالكي الورش". ونظمت تظاهرات اخرى في المدن الكبرى في البلاد في يوم العطلة هذا في بنغلادش. وكانت تظاهرات بعد وقوع الكارثة الاربعاء الماضي شهدت اعمال عنف. وفي الفاتيكان، دان البابا فرنسيس "استعباد" العمال الذين ذهبوا ضحية انهيار المبنى. وقال البابا في عظة نقلتها اذاعة الفاتيكان ان "العنوان الذي صدمني يوم الفاجعة في بنغلادش كان +العيش ب38 يورو شهريا+. هذا ما كان يدفع لكل هؤلاء الذين قتلوا وهذا ما نسميه استعبادا". واضاف "اليوم في العالم، تطال هذه العبودية شيئا منحنا اياه الله: القدرة على الابتكار والعمل والكرامة. كم من الاخوة والاخوات يعيشون مثل هذا الوضع؟". وفي الواقع تقل الاجور عن ذلك في بنغلادش . فالحد الادنى للاجر الشهري الذي يدفع عادة للعمال لا يتجاوز 38 دولارا اي 29 يورو لستة ايام عمل في الاسبوع وعشر ساعات يوميا. وقال اللفتنانت في الجيش مير ربيع لوكالة فرانس برس ان الحصيلة المؤكدة للقتلى هي 405 قتلى. من جهته، قال جنرال في الجيش ان المسؤولين في منطقة سافار حيث وقع الحادث لديهم قوائم بأسماء 149 شخصا لا يزالون مفقودين. وقال قمر الانام احد قادة الرابطة البنغالية للنسيج والالبسة ان العمال غاضبون بسبب ما يعتبرونه "قتل" زملائهم في انهيار مبنى راما بلازا المؤلف من ثماني طبقات في سافار ضاحية دكا. وقال قمر الانام لوكالة فرانس برس "نريد اقصى عقوبة ممكنة للمسؤولين عن هذه الفاجعة". وقالت الشرطة في ارقام اولية صباح اليوم ان عدد المتظاهرين يبلغ حوالى عشرين الف شخص. ويفترض ان ترد الحكومة على الانتقادات على عدة جبهات اليوم بعدما طالبتها شركات البسة اوروبية واميركية بتحسين قواعد سلامة عمال النسيج وتشتبه عائلات ضحايا بانها رفضت مساعدة منقذين اجانب. واعلنت الحكومة خطة لتفقد المصانع لكنها نفت الاتهامات بالاهمال في عمليات الانقاذ وانتشال الجثث المدفونة تحت اطنان من الاسمنت والحديد. وحتى الآن اوقف سبعة اشخاص بتهمة القتل غير العمد، بينهم مالك مبنى راما بلازا ومهندسون سمحوا بعودة العمال الى العمل في المبنى على الرغم من ظهور تشققات فيه. وقد مثلوا امام القضاء وهم يرتدون سترات واقية من الرصاص. وكان المبنى يضم خمسة مشاغل تابعة خصوصا للاسبانية مانغو والبريطانية برايمارك، الشركتان الوحيدتان اللتان اكدتا وجود مشاغل لهما في المبنى. وتعهدت برايمارك "بدفع تعويضات الى ضحايا الكارثة الذين كانوا يعملون لحساب الشركة المزودة لها" وخصوصا الاطفال الذين فقدوا معيلا. واعلنت المجموعة الكندية لتوزيع المواد الغذائية لوبلو عزمها على تقديم مساعدة "كبيرة" الى عائلات الضحايا الذين يعملون لحساب الشركة المزودة لها ايضا "وتشجيع ادخال تغييرات لتجنب تكرار مثل هذا الحادث". وبقيت مصانع النسيج البالغ عددها نحو 4500 مغلقة منذ اسبوع مما يؤثر على الاقتصاد في بلد يعتمد الى حد كبير على عشرين مليار دولار سنويا يدرها هذا القطاع. وفي خطاب امام البرلمان مساء الثلاثاء، دعت رئيسة الوزراء العمال الى استئناف عملهم وانتقدت الهجمات التي تعرضت لها عدة مصانع. وقالت "اريد ان اطلب من العمال الاحتفاظ بهدوئهم ومواصلة تشغيل المصانع والا ستخسرون وظائفكم". ودعا الاتحاد الاوروبي اكبر شريك تجاري لدكا الثلاثاء بنغلادش الى "التحرك فورا" لفرض احترام معايير السلامة والصحة الدولية في البلاد. واقترحت الاممالمتحدة ارسال خبراء الى بنغلادش لتعزيز عمليات الاغاثة بعد ساعات على انهيار المبنى، لكن الحكومة رفضت هذا العرض كما قالت الاممالمتحدة. وسيصل مساعد المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبير هونغو الى دكا اليوم الاربعاء ليبحث مع السلطات في تحسين شروط السلامة.