اسفر هجوم شنه الاسلاميون على مجمع المحاكم في مقديشو واعتداء بواسطة سيارة مفخخة عن مقتل 34 مدنيا اضافة الى تسعة مهاجمين الاحد في العاصمة الصومالية التي شهدت احد اكثر الايام دموية منذ اشهر عدة. ففي عملية انتحارية تبناها المتمردون الاسلاميون الشباب، شن مسلحون هجوما على مجمع المحاكم وعمد بعضهم الى تفجير نفسه فيما كان اخرون يطلقون النار على المدنيين. وقال مسؤول امني صومالي طالبا عدم كشف اسمه "ان قوة الاتحاد الافريقي والجيش الوطني الصومالي والشرطة المحلية اجرت مسحا لمبنى المحكمة، وتشير اخر الارقام الى ان 29 مدنيا قتلوا، كما قتل تسعة عناصر من حركة الشباب، في حين اصيب 58 آخرون بجروح". واسفر الهجوم بسيارة مفخخة على قافلة انسانية تركية قرب مطار مقديشو عن مقتل خمسة مدنيين وفق شاهد، ما يرفع الحصيلة الكاملة للهجومين الى 43 قتيلا. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 19 قتيلا بينهم تسعة اسلاميين كانوا ضمن المجموعة التي هاجمت المحكمة وتحصنت فيها لثلاث ساعات قبل ان تستعيد القوات الافريقية والصومالية السيطرة على الوضع. وقال وزير الداخلية الصومالي عبد الكريم حسين للصحافيين "قتل تسعة مهاجمين في الحادث. ستة منهم فجروا انفسهم وثلاثة قتلوا من جانب قوات الامن". واعلن الاسلاميون الشباب الذين كانوا يسيطرون على مقديشو قبل ان يطردوا منها العام 2011، مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف مجمع المحاكم. وقال المتحدث باسم الشباب شيخ علي محمد راج "كان عملا مقدسا يستهدف الكفار الذين كانوا مجتمعين في المحكمة. سنواصل (هجماتنا) حتى تحرير الصومال من المحتلين". واعتبر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في بيان ان "هذا الهجوم ليس سوى مؤشر الى يأس الارهابيين الذين خسروا كل معاقلهم وهم على وشك الهزيمة في كل انحاء الصومال". وانفجرت ايضا سيارة قبالة مجمع المحاكم فيما كانت قوات الامن تتبادل اطلاق النار مع المهاجمين. واكد وزير الداخلية الصومالي ان الهدوء عاد الى العاصمة وان التحقيق يتواصل لتحديد الحصيلة النهائية للضحايا. وبعد بضع دقائق من الهجوم الاول، افاد شاهد ان خمسة اشخاص قتلوا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة اخرى من العاصمة لدى مرور موكب مساعدة تركي قرب المطار. وقال الشاهد حسن معلم لفرانس برس "قتل خمسة اشخاص بينهم امراتان كانتا تعبران" المكان. واكد مسؤول في الهلال الاحمر التركي لقناة ان تي في التركية مقتل احد العاملين لحساب المنظمة واصابة اخرين. وقال احمد لطفي "خسرنا ويا للاسف سائقنا الصومالي في الانفجار". وتضطلع تركيا بدور نشط في مساعدة الصومال واعادة اعمارها. ويقع مجمع المحاكم بالقرب من مقر ادارة المدينة التي قال شهود عيان انه محصن. وكان مسؤولون قضائيون بارزون في المبنى عند مهاجمته وقد خرجوا سالمين بحسب احد عناصر الشرطة. وقال شهود ان المهاجمين كانوا يرتدون زي قوات الامن الحكومية وقد اقتحموا المبنى وهم يطلقون النار. وروى الشاهد علي معلم "دوت انفجارات عدة وانفجرت سيارة". وشاهد مراسل فرانس برس عمليات اجلاء للجرحى من بين النوافذ المحطمة على وقع صراخ الموجودين ودوي صفارات سيارات الاسعاف. وفي 18 اذار/مارس، اسفر هجوم انتحاري بسيارة مفخخة عن مقتل عشرة اشخاص في مقديشو. واعلن المتمردون الشباب انهم استهدفوا القائد المحلي لاجهزة الاستخبارات الصومالية خليف احمد ايريغ. ورغم سلسلة الخسائر التي منيت بها حركة الشباب في الاشهر الاخيرة، الا انها لا تزال تشكل تهديدا خطيرا ولا تزال تسيطر على مناطق ريفية وتشن هجمات على مناطق تحت السيطرة الحكومية. وتشهد الصومال نزاعا منذ 1991 الا ان الحكومة الجديدة التي تدعمها الاممالمتحدة تولت السلطة العام الماضي منهية ثماني سنوات من الحكم الانتقالي للادارة التي كانت تعاني من الفساد. في لندن، قال وزير الخارجية وليام هيغ في بيان ان "الاعمال الارهابية تزيد الام الشعب الصومالي". واضاف "المسؤولون عن الاعمال الارهابية يجب ان يواجهوا القضاء".