افرج السبت عن اربعة صحافيين ايطاليين كانوا خطفوا بداية نيسان/ابريل في شمال سوريا، فيما كشفت تقارير صحافية بريطانية ان لندن تملك ادلة على استخدام اسلحة كيميائية في النزاع. في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف على وتيرتها المتصاعدة، لا سيما في المناطق الشمالية من سوريا، حيث قتل 30 شخصا اليوم على الاقل في محافظة ادلب (شمال غرب)، فيما تدور اشتباكات عنيفة في مدينة حلب (شمال). واعلن رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي السبت انه تم الافراج عن الصحافيين الاربعة الذين احتجزوا لاكثر من اسبوع. وشكر مونتي الذي يتولى وزارة الخارجية بالوكالة، للهيئات التابعة له "العمل الذي قامت به" والذي "اتاح نهاية سعيدة لهذه القضية التي اضفى عليها الوضع الخطير (في سوريا) مزيدا من التعقيد". وتعرض مراسل قناة "راي" العامة اميديو ريكوتشي والمراسل المصور ايليو كولافولبي ومعد الافلام الوثائقية اندريا فينيالي والصحافية الايطالية من اصل سوري سوزان دبوس، للخطف في بداية نيسان/ابريل في شمال سوريا. وبعد الظهر، صرح مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان الصحافيين باتوا في تركيا حيث يتوقع ان يغادروها عائدين الى بلادهم قريبا. وذكرت صحيفة لاريبوبليكا ان الصحافيين خطفوا "من جانب مجموعة متمردة فيما كانوا يقومون بالتصوير" في شمال البلاد الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منه. في غضون ذلك، كشفت صحيفة التايمز البريطانية السبت ان علماء تابعين للجيش البريطاني عثروا على ادلة طبية-شرعية ان اسلحة كيميائية قد استعملت في النزاع السوري. ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها ان عينة من التراب اخذت من منطقة قريبة من دمشق ووصلت بشكل سري الى بريطانيا حملت التأكيد ان "نوعا من الاسلحة الكيميائية" قد استعمل، من دون تحديد الجهة المستخدمة له. ورفضت الوزارة في اتصال هاتفي اجرته معها فرانس برس، التعليق على هذه المعلومات، في حين قال متحدث باسم الخارجية "لقد اعربنا عن قلقنا للامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) ونحن ندعم قراره في اجراء تحقيق". وتبادل النظام السوري ومعارضوه اتهامات باستخدام سلاح كيميائي، لا سيما باستهداف منطقة خان العسل في ريف حلب في 19 آذار/مارس الفائت، في حين تتهم المعارضة النظام باستخدام اسلحة من هذا النوع في مناطق عدة، بينها العتيبة في ريف دمشق. ووافقت الاممالمتحدة على طلب سوري رسمي باجراء تحقيق في هجوم خان العسل، لكن دمشق عادت ورفضت استقبال بعثة الاممالمتحدة لانها اعتبرت ان رغبة المنظمة الدولية في ان تشمل مهامها كامل الاراضي السورية يشكل "انتهاكا للسيادة". ويثير موضوع ترسانة الاسلحة الكيميائية للنظام السوري قلق المجتمع الدولي، في حين تشدد دمشق على انها لن تستخدم هذه الاسلحة "ان وجدت" ضد شعبها. واليوم، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان طفلين وامراة قتلوا اثر "استنشاق غازات ناتجة عن القاء قنبلتين صغيرتين على منزلهم في حي الشيخ مقصود" في شمال حلب، في حين اصيب 16 شخصا وبدت عليهم "علامات الهلوسة والاعياء الشديد وسيلان انفي غزير وحرقة في العين". وطالب المرصد الاممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر "بارسال لجان عاجلة لمعاينة المصابين وكشف طبيعة الغازات التي يقال انها استخدمت" في اطار اعمال العنف المتواصلة. وفي المدينة نفسها، تتواصل المعارك للسيطرة على مستشفى الكندي الذي تتمركز فيه القوات النظامية، وتشتبك مع مقاتلين من كتائب اسلامية، بحسب المرصد. ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على المستشفى الذي اقتحموه قبل ايام بدون التمكن من السيطرة عليه، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الاشتباكات ادت في الايام العشرة الاخيرة الى سقوط 65 مقاتلا معارضا و80 عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. ويقع المستشفى غير العامل على تلة استراتيجية عند المدخل الشمالي للمدينة، ويشرف على الطريق المؤدية الى سجن حلب المركزي، ويسيطر عليه النظام منذ كانون الاول/ديسمبر. وفي ادلب (شمال غرب)، قتل 18 شخصا بينهم امراتان وطفلان قتلوا في قصف بالطيران الحربي على المنطقة الصناعية في مدينة سراقب التي يسيطر عليها المعارضون، بحسب المرصد الذي قال ان الهجوم تخلله قصف للمدينة بقنابل عنقودية "مصدرها تجمع القوات النظامية" بين اريحا وسراقب. وبث المرصد عبر موقع "يوتيوب" شريطا مصورا يظهر اعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من المنطقة المستهدفة بالغارة، في حين يهرع جمع من الاشخاص لانقاذ المصابين وانتشال الجثث. وعمد شبان الى استخدام خراطيم المياه ودلاء صغيرة لاطفاء النيران المشتعلة في محال وسيارات في منتصف الطريق. ويمكن رؤية رجل يرتدي ملابس سوداء وهو يقول "لا يوجد مياه، لا يوجد كهرباء، والآن يقصفنا بالصواريخ. بشار (...) يقصفنا بالصواريخ وبطيران الميغ". وفي المحافظة نفسها، قتل 12 مقاتلا اثر قصف واشتباكات قرب قرية بابولين التي يحاول النظام السيطرة عليها، والقريبة من طريق دمشق حلب الدولية الى الشرق من بلدة حيش. وتقع هذه المناطق في ريف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في تشرين الاول/اكتوبر، وتمكنوا من اعاقة خطوط امداد قوات النظام الى الشمال. وادت اعمال العنف المتواصلة السبت الى مقتل 54 شخصا في حصيلة اولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.