قصفت طائرة مروحية سورية الاربعاء منطقة حدودية داخل الاراضي اللبنانية، في هجوم هو الثاني من نوعه في اقل من شهر، بحسب ما افاد مصدر امني لبناني وكالة فرانس برس. وقال المصدر "اطلق الطيران المروحي السوري صاروخين على منطقة جبانة الشميس عند اطراف بلدة عرسال" في شرق لبنان الواقعة على الحدود مع سوريا. واوضح المصدر ان الصاروخين سقطا "على بعد مئات الامتار من حاجز للجيش اللبناني"، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. من جهته، افاد نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي فرانس برس في اتصال هاتفي ان الصاروخين "سقطا في ارض صخرية خالية، ولم يؤديا الى اي اضرار مادية او بشرية". وعرسال هي بلدة ذات غالبية سنية، وسكانها متعاطفون جدا مع المعارضة السورية. وهي تملك حدودا طويلة مع سوريا غالبا ما يتم عبرها نقل جرحى من الجانب السوري. كما افادت تقارير امنية مرارا عن عمليات تسلل مسلحين عبرها الى سوريا او منها. وهي المرة الثانية تتعرض البلدة لقصف من سلاح الجو السوري. ففي 18 آذار/مارس، قصفت طائرة حربية باربعة صواريخ منطقة اخرى في جرود عرسال، من دون وقوع اصابات. واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان في حينه ان الهجوم "انتهاك مرفوض" للسيادة، بينما نفت دمشق قيامها بقصف اي مناطق في الداخل اللبناني. واتت تلك الغارة بعد ايام من توجيه وزارة الخارجية السورية رسالة الى السلطات اللبنانية تهدد فيها بقصف "تجمعات مسلحين" داخل لبنان في حال استمر تسللهم الى سوريا. ورد سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتاكيد اتخاذ الجيش كل التدابير التي تحول دون حصول مثل هذه العمليات. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومتحمس للمعارضة. واعتمدت الحكومة اللبنانية التي استقالت في 22 آذار/مارس، سياسة "النأي بالنفس" تجاه النزاع في سوريا خوفا من تداعيات امنية في لبنان ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة.