روما (رويترز) - سيواجه الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو (87 عاما) أكبر اختبار في مسيرته السياسية خلال الاسابيع الاخيرة من ولايته في حين يحاول انهاء أزمة تحول دون تشكيل حكومة جديدة بعد مرور أكثر من شهر على اجراء الانتخابات. وفي أعقاب انتشار تقارير على نطاق واسع بانه قد يستقيل من منصبه لتمهيد الطريق أمام انتخابات جديدة تعهد نابوليتانو بالبقاء في المنصب لحين انتهاء ولايته في 15 مايو ايار مما يجنب البلاد تهديدا فوريا بمزيد من الاضطرابات. واختار عشرة من "الرجال الحكماء" بينهم وزير الشؤون الاوروبية انتسو موفيرو وساسة كبار من التكتلات الرئيسية التابعة ليسار الوسط ويمين الوسط لاقتراح سلسلة من الاجراءات العاجلة التي يمكن أن تدعمها جميع الأحزاب. وسيتم الاعلان عن التفاصيل يوم الثلاثاء لكن من المتوقع ان تشمل الاجراءات خفضا لتكاليف النظام السياسي المتضخم وتغيير القانون الانتخابي الذي لاقى انتقادات واسعة للحيلولة دون اي تكرار للأزمة في الانتخابات القادمة. وقال فاليريو اونيدا الرئيس السابق للمحكمة الدستورية والعضو بالمجموعة الاستشارية متحدثا لصحيفة لا ريبوبليكا "ستكون كارثة اذا عدنا للانتخابات دون اصلاح القانون الانتخابي." ومع حالة القلق التي تسود بالفعل اسواق المال بشأن عدم الاستقرار في ثالث اكبر اقتصاد بمنطقة اليورو فقد اثارت احتمالات رحيل نابوليتانو المخاوف وحظيت التحركات الرامية للهروب من المأزق بترحيب مشوب بالحذر من المعلقين يوم الأحد. وقال انريكو ليتا نائب رئيس الحزب الديمقراطي المنتمي ليسار الوسط لرويترز "كان هذا قرارا صائبا سيجنب ارسال اشارة خطيرة للأسواق وسيبين أن المؤسسات الإيطالية راسخة وتؤدي مهامها." ولكن لم يخف على كثيرين ان استدعاء "الرجال الحكماء" وفقا لتقليد قديم في السياسة الإيطالية سيعطي مجرد امل شحيح في التغلب على الانقسامات العميقة التي تمنع الاحزاب من التوصل إلى اتفاق. وقالت دانييلا سانتانشي النائبة البرلمانية المقربة من رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني لصحيفة لاستامبا "يوضح التاريخ السياسي للأسف أنه حينما لا يريد شخص حسم شيء فما الذي يحدث؟ يشكلون لجنة لطيفة." وقالت انه لا يوجد بديل عن طلب برلسكوني تقاسم السلطة في تحالف مع يسار الوسط الذي يقوده بيير لويجي بيرساني. وقال يسار الوسط مرارا انه لا يمكنه التعامل مع الملياردير الذي تلاحقه الفضائح. واضافت سانتانشي "عدا ذلك سنذهب إلى الانتخابات التي نثق في اننا سنفوز بها. لن تكون هناك اي بدائل غريبة." ونال نابوليتانو وهو عضو حركة طلابية كانت مناهضة للفاشية خلال الحرب العالمية الثانية وشيوعي سابق احتراما واسعا في إيطاليا وأوروبا بسبب اسلوب تعامله مع الأزمة المالية والسياسية عام 2011 والتي تسببت في اسقاط حكومة برلسكوني الاخيرة. وذكرت صحف يوم الأحد ان رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراجي اتصل هاتفيا بالرئيس الإيطالي ليعبر له عن قلقه من ان استقالته ستجعل إيطاليا بدون قيادة في وقت تتزايد في حدة الاضطرابات في الاسواق المالية. لكن نابوليتانو أقر بانه لا يملك سلطات كبيرة لارغام الاحزاب على ايجاد مخرج لوضع سياسي يقول انه "تجمد بين مواقف يتعذر التوقيق بينها." وتتشبث جميع التكتلات الرئيسية الثلاث في البرلمان -وهي يسار الوسط بزعامة بيرساني وتحالف يمين الوسط بزعامة برلسكوني وحركة النجوم الخمسة المناهضة للمؤسسة الحاكمة بزعامة بيب جريلو- بمطالبها التي تحول دون تشكيل أي حكومة حتى الان. من جيمس ماكينزي