قرر الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو السبت تكليف "مجموعتين صغيرتين من الشخصيات" ايجاد حل للخروج من المأزق السياسي وتشكيل حكومة جديدة في ايطاليا. وفي الاثناء، اراد نابوليتانو ان يطمئن الشركاء الاجانب الى ان بلاده ليست بدون سلطة تنفيذية والتي لا يزال تتولاها حكومة المفوض الاوروبي السابق ماريو مونتي. وقال الرئيس البالغ ال87 من العمر ان "الحكومة رغم استقالتها تبقى قائمة لتصريف الاعمال". واضاف ان هذه الهيئة التنفيذية "على وشك تبني تدابير عاجلة للاقتصاد بالاتفاق مع الاتحاد الاوروبي وبمساهمة البرلمان الجديد" الذي بدأ اعماله قبل اسابيع. ونفى نابوليتانو الشائعات حول استقالته قبل نهاية ولايته في 15 ايار/مايو، مؤكدا انه "سيتخذ مبادرات حتى اليوم الاخير (من ولايته) للخروج" من المأزق. وقال باولو جنتيلوني احد مسؤولي اليسار ان "ايطاليا بايد امينة. قرار الرئيس البقاء حتى اليوم الاخير من ولايته اشاع طمأنينة في البلاد والاسواق واوروبا". وايد اليمين الذي يتزعمه برلوسكوني هذا الرأي اذ قال ساندرو بوندي منسق حزب شعب الحرية "لا شك في ان وجود الرئيس في هذه الاوقات الصعبة وغير الواضحة يشكل نقطة مرجعية متينة وموثوقا بها". وتواجه ايطاليا مأزقا منذ الانتخابات التشريعية في نهاية شباط/فبراير مع يسار وسط يحظى بغالبية مطلقة في مجلس النواب وليس في مجلس الشيوخ حيث تتنافس ثلاثة احزاب تتمتع بالثقل نفسه: اليسار بزعامة بيير لويجي بيرساني واليمين بزعامة برلوسكوني وحركة خمس نجوم بزعامة بيبه غريلو. وذكرت وكالة الانباء الايطالية ان "المجموعتين الصغيرتين من الشخصيات" اللتين لم يكشف نابوليتانو من سيتولى قيادتهما، ستشكلان الثلاثاء. وسيكون لاحدى المجموعتين "طابع سياسي-مؤسساتي وللمجموعة الثانية طابع اقتصادي-اجتماعي" وستحضران تقريرا يسلم لنابوليتانو او لخلفه. وقرر الرئيس بالتالي التريث، وهو يريد ان تقدم مجموعتا "الحكماء" بحسب تسمية الصحافة، "مقترحات لوضع برامج محددة" يمكن لغالبية القوى السياسية الالتقاء حولها. وكان الجميع ينتظر قرار الرئيس بفارغ الصبر بعد ان التقى الجمعة قادة الاحزاب السياسية للتوفيق بين مطالبهم. وقال السبت "اتاحت لي هذه اللقاءات ان الاحظ تمسك كل طرف بمواقفه وعدم الاتفاق على حلول ممكنة لتسوية مشكلة تشكيل الحكومة". وتمسك قادة الاحزاب بمواقفهم وطلب غريلو الجمعة من الرئيس الايطالي ان يتاح له تشكيل الحكومة رافضا اي تحالف مع اليمين او اليسار في حين اقترح برلوسكوني تحالفا بين اليسار واليمين لحكم البلاد. وسبب هذا التعطيل هو ان لا اليمين ولا اليسار لم يعط الجمعة الضوء الاخضر "لحكومة الرئيس"، وهي سلطة تنفيذية تقودها شخصية حيادية ستتبنى اصلاحات منها اصلاح القانون الانتخابي الذي ادى الى الازمة الحالية، وذلك قبل الانتخابات الجديدة المقررة الخريف المقبل او في ربيع 2014. وكانت وسائل الاعلام تراهن على اسماء مثل وزيرة الداخلية آنا ماريا كانشيلييري العضو في حكومة مونتي، الشخصية المحترمة في اليمين واليسار والرجل الثاني الحالي في بنك ايطاليا فابريتسيو ساكوماني او حتى المفوضة الاوروبية السابقة ايما بونينو. وعنونت الصحف الايطالية الصادرة السبت "مهمة مستحيلة" و"شلل بسبب تعدد الفيتوهات"، بعد فشل التوصل الى حل للازمة المستمرة منذ اكثر من شهر. وقال كاتب المقالات انطونيو بوليتو من صحيفة "ال كورييريه ديلا سيرا" انه "ليس هناك حتى نقطة اتصال بين الاحزاب الثلاثة الرئيسية". واضاف "لا يريد غريلو القيام باي مبادرة ويريد برلوسكوني فقط حكومة ائتلاف واسع وهذا مستحيل لان حزب بيرساني يرفض ذلك" خشية فقدان الناخبين الذين يكرهون برلوسكوني. وفي فال فشلت محاولة نابوليتانو الاخيرة فلن يكون امام خلفه سوى خيار واحد هو حل المجلسين والدعوة الى انتخابات تشريعية جديدة في حزيران/يونيو او مطلع تموز/يوليو. وهو خيار يصر عليه برلوسكوني الذي ترى استطلاعات الرأي ان ائتلافه سيأتي في الطليعة في حال تنظيم انتخابات جديدة بحصوله على 32,5% من الاصوات متقدما على اليسار مع 29,6% من الاصوات.