يصل باراك اوباما الاربعاء الى اسرائيل في اول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة املا بتخفيف التوتر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وتضييق الاختلافات حول قرب الخطر النووي الايراني. وتأتي زيارة اوباما الرسمية الاولى له في ولايته الثانية بينما تبدأ الحكومة الاسرائيلية الجديدة عملها. وستكشف عن نوايا اوباما بتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وعلى مدار اربعة ايام، سيلتقي اوباما المسؤولين الاسرائيليين ويزور الضفة الغربية ليلتقي بالفلسطينيين الذين يعتقدون انه لم يف بتعهداته السابقة حول العمل من اجل حل الدولتين. وسيجتمع مع العاهل الاردني عبد الله الثاني في عمان. ويفترض ان يعاين اوباما بعد هبوط الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" في مطار تل ابيب بحلول الظهر قاعدة للنظام الاسرائيلي المضاد للصواريخ "القبة الحديدية" الذي تموله الولاياتالمتحدة. كما سيتوجه اوباما بعد ذلك الى القدس للقاء الرئيس شيمون بيريز قبل ان يستقبله نتانياهو الذي شهدت العلاقات معه فتورا متزايدا في الفترة الاخيرة. ومن المقرر ان يتوجه اوباما ايضا الى المتحف الوطني الاسرائيلي للاطلاع خصوصا على مخطوطات البحر الميت التي تملكها اسرائيل منذ حرب 1967. والجمعة، سيضع اوباما اكليلا على ضريحي مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل ورئيس الوزراء اسحق رابين قبل ان يزور نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم). وسيتوجه اوباما بعد ذلك الى الاردن للقاء الملك عبد الله الثاني قبل ان يقوم بجولة سياحية صباح السبت في البتراء. وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الثلاثاء ان 36 بالمئة من الاسرائيليين يعتبرون اوباما مناصرا للفلسطينيين اكثر من تأييده لاسرائيل بينما قال 26 بالمئة منهم انه يفضل اسرائيل على الفلسطينيين. واشار استطلاع آخر للرأي اجراه معهد الديموقراطية الاسرائيلي ان 51 بالمئة من اليهود الاسرائيليين يعتبرون اوباما محايدا في موقفه تجاه اسرائيل بينما لا يثق 53,5 بالمئة به ليحافظ على ما يعتبرونه مصالح اسرائيل الحيوية. وسيحاول اوباما استمالة اسرائيل بخطاب سيلقيه امام مئات من الشبان الاسرائيليين الخميس. والهدف الاساسي من الزيارة هو تعزيز العلاقات مع اسرائيل الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة ومحاولة تجاوز الخلافات مع نتانياهو حول البرنامج النووي الايراني والاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وصرح اوباما في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي تم بثها في 14 اذار/مارس "نعتقد ان ايران بحاجة لعام او اكثر بقليل قبل ان تطور السلاح النووي لكننا لا نريد بالطبع ان ننتظر حتى اللحظة الاخيرة"، مشددا على ان "كل الخيارات لا تزال مطروحة". وحذر نتانياهو العام الماضي من تمكن ايران من الحصول على القدرة اللازمة لانتاج قنبلة نووية قبل ذلك بكثير وشكك في قدرة العقوبات الدولية على تغيير حسابات ايران. وتعكس الخلافات في تحديد "خطوط حمر" امام ايران رؤيتي الطرفين المختلفتين فيما يتعلق بالعمل ضد ايران. لكن من المرجح ان يوجه اوباما تحذيرا لنتانياهو ضد توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية مبكرة ضد ايران. وقال السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن ان "السؤال الرئيسي ليس ان كانت ايران ستمتلك قنبلة بل متى لا يمكننا منع ايران من حيازة قنبلة". وعلى الرغم من ان اوباما لن يقدم اي اقتراح للسلام، يؤكد المسؤولون انه ملتزم بحل الدولتين. وقال بن رودز وهو نائب مستشار للامن القومي الاميركي ان "الولاياتالمتحدة ستواصل دائما مشاركتها في هذه العملية". واضاف "بصراحة هذه الرحلة تشكل فرصة له للاستماع للقادة حول ما يعتبرونه الخطوة التالية". ويأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ان يقوم اوباما بالمساعدة في التوصل الى اطلاق اكثر من الف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية ورفع الحظر عن 700 مليون دولار من اموال المساعدات الاميركية. وسيقول اوباما للفلسطينين ان مبادرات مثل الحصول على اعتراف بالدولة في الاممالمتحدة ستؤدي الى نتائج عكسية. وسيحذر اسرائيل من ان مواصلة البناء الاستيطاني تقوض فرص استئناف محادثات السلام.