اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة بريطانية نشرت اليوم الاحد استعداه للتفاوض مع المعارضين "الذين يسلمون سلاحهم" حول انهاء الازمة في بلاده، مجددا رفضه الرحيل من سوريا، لان التنحي عن السلطة "لا يحل الازمة". ورأى الاسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" انه "لو كان صحيحا" ان تنحيه عن السلطة يحل الازمة كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، فمن شأن رحيله "ان يضع حدا للقتال". لكنه اضاف "من الواضح ان هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر". وتابع "لا يمكن لاي انسان وطني ان يفكر بالعيش خارج وطنه. انا كسائر المواطنين السوريين". وقال الرئيس السوري "وحدهم السوريون يمكنهم ان يقولوا للرئيس ابق او ارحل، تعال او اذهب، ولا احد غيرهم". وجدد الاسد استعداده للتحاور مع المعارضين لحل الازمة في بلاده، وقال "نحن مستعدون للتفاوض مع اي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم"، مضيفا "يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا اقامة حوار مع الارهابيين". واعلنت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا اخيرا تاييدها لفتح حوار بين المعارضة السورية وممثلين عن النظام، متمسكة في الوقت نفسه بضرورة تنحي الاسد. لكن طهران ابرز حلفاء النظام السوري في المنطقة، اكدت امس السبت بوضوح "موقفها الرسمي" على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي، وفيه تأكيد على بقاء الاسد في السلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة العام 2014 على الاقل. وقال صالحي في حضور نظيره السوري وليد المعلم "في الانتخابات المقبلة، سيشارك الرئيس الاسد مثل غيره (من المرشحين) ولينتخب الشعب السوري من يريد". واضاف ان "الاسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسوريا) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة. هذا هو الموقف الرسمي للجمهورية الايرانية". الا انه اكد ان "لا حل عسكريا للازمة السورية، والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة". واعلنت الاممالمتحدة من جنيف اثر لقاء بين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي السبت استعدادها ل"تسهيل قيام حوار" بين النظام السوري والمعارضة. من جهة ثانية، انتقد الاسد في حديثه الى "صانداي تايمز" الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي اعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين. وقال "بصراحة بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون (...) انا اتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا". واكد الرئيس السوري ان "المشكلة مع هذه الحكومة (البريطانية)، هي ان خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الارث من الهيمنة والعدائية". وتابع "كيف يمكن ان نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين انهم يريدون ارسال معدات عسكرية الى الارهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟". واضاف "اذا ارادوا ان يلعبوا دورا عليهم (...) التصرف بطريقة اكثر عقلانية ومسؤولية. والى ان يحصل ذلك فنحن لا نتوقع من مشعل حرائق ان يكون رجل اطفاء". وطالب الاسد كل من يريد وقف العنف في سوريا ان يضغط على تركيا وقطر والسعودية "للتوقف عن تزويد الارهابيين بالمال والسلاح". وقال "اذا كان احد يريد بصدق واشدد على كلمة بصدق، ان يساعد سوريا وان يساعد في وقف العنف في بلدنا يمكنه القيام بامر واحد هو الذهاب الى تركيا والجلوس مع (رئيس وزرائها رجب طيب) اردوغان ويقول له: +توقف عن تهريب الارهابيين الى سوريا، توقف عن ارسال الاسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لاولئك الارهابيين+ (...) وان يذهب الى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل الارهابيين في سوريا". واتهم الاسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بانها "تدعم الارهاب في سوريا بشكل مباشر او غير مباشر، عسكريا او سياسيا". وجدد تحذيره من تداعيات استمرار الازمة السورية. وقال "قلت مرارا ان سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا، واجتماعيا، وأيديولوجيا. لذلك فان اللعب بهذا الخط ستكون له تداعيات خطيرة في سائر انحاء الشرق الاوسط". ميدانيا، قتل 34 عنصرا من قوات النظام في هجوم لمقاتلي المعارضة على مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب في شمال البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاحد. وقال المرصد ان "مقاتلين من عدة كتائب سيطروا فجرا على اجزاء كبيرة من المدرسة خلال اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثمانية ايام". وفيما يسيطر مسلحو المعارضة على مناطق واسعة من ريف حلب واجزاء كبيرة من مدينة حلب ويشنون منذ اكثر من اسبوعين هجمات متواصلة على المطارات في المحافظة، اعلن الجيش السوري امس السبت سيطرته على طريق يربط محافظة حماة (وسط) بمطار حلب الدولي، ما من شأنه ان يخفف الضفط على المطار الواقع الى شمال المدينة. واكد المرصد ان "طريق البادية" هذا ليس طريقا رئيسيا، الا انه يفتح، في حال الابقاء عليه من جانب قوات النظام، طريق امدادات لهذه القوات الى مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي ومدينة حلب. كما سيطر مقاتلو المعارضة السورية ليل السبت الاحد على سجن في محافظة الرقة (شمال) بعد اشتباكات استمرت اياما. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا السبت 156 شخصا، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا. والقتلى هم 72 مقاتلا معارضا بينهم 28 غير سوريين، و49 عنصرا من قوات النظام، و35 مدنيا بينهم فلسطينيان قتلا شنقا على ايدي مسلحين معارضين في مخيم اليرموك في دمشق، بعد الاشتباه بانهما زودا النظام بمعلومات عن اهداف داخل المخيم.