قتل 36 شخصا في تدافع الاحد في شمال الهند اثناء احياء اكبر احتفال ديني في العالم، كومبه ميلا، على ما افادت السلطات الاثنين. وقال اميت مالفيا المتحدث باسم هيئة السكك الحديد في شمال الهند ووسطها متحدثا لوكالة فرانس برس ان 36 شخصا قتلوا خلال تدافع في محطة مدينة الله اباد حيث يجري الاحتفال وقد تم التعرف الى عشرين جثة فيما تنتظر السلطات حضور اقرباء للتعرف الى الجثث المتبقية. وكانت حصيلة سابقة تفيد عن مقتل 22 شخصا. وجرى التدافع مساء الاحد في محطة القطارات في الله اباد حيث يقام هذا الاحتفال الهندوسي كل 12 عاما وقد جذب هذه السنة اكثر من ثلاثين مليون زائر خلال يوم الاحد وحده. وحدد علماء الفلك يوم الاحد على انه اليوم الانسب للاحتفالات التي تستمر 55 يوما. وقال اشوك شارما المتحدث باسم حكومة ولاية اوتار براديش حيث تقع مدينة الله اباد لوكالة فرانس برس "كان الناس يتكئون على الدرابزونات التي لم تتحمل وزنهم فانهارت". لكن وزير السكك الحديد الهندي باوان كومار بانسال نفى ان يكون انهيار الحواجز هو سبب الحادث بحسب ما نقلت عنه وكالة برس تراست اوف اينديا، واعتبر ان حجم الحشود الغفيرة التي اكتظت بها ارصفة القطارات قد تكون هي التي ادت الى التدافع. وقال شهود متحدثين لوسائل الاعلام المحلية ان الشرطة هاجمت الحشود بالهراوات واتهم اقرباء بعض الضحايا الشرطة بانها تسببت بحركة ذعر ادت الى التدافع. كما افاد شهود ان اجهزة الاغاثة تاخرت ساعات قبل الوصول الى مكان الحادث. وقالت امراة متحدرة من ولاية بيهار لتلفزيون ان دي تي في واقفة على احد ارصفة المحطة حيث كانت شقيقتها ممددة بدون حراك "شقيقتي هنا بدون ان تلقى اي عناية منذ ساعتين. لماذا لا يأتي احد؟" وشاهد مصور وكالة فرانس برس عشر جثث مغلفة باغطية بيضاء لا تزال ممددة في المحطة بعد ساعات على التدافع. واعرب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ عن "صدمته الكبيرة" ازاء الحادث. وقام ملايين الحجاج منذ ساعات الفجر الاولى الاحد بالتوجه الى نهر الغانج للاستحمام في مياهه لغسل خطاياهم بحسب المعتقدات الهندوسية. ووصل عدد الناس الموجودين في الله اباد صباح الاحد الى اربعين مليون شخص مقابل 1,2 مليون عادة. وقال اشوك شارما احد المتحدثين باسم الاحتفال ان عشرين مليون شخص كانوا متجمعين في المنطقة الشاسعة المخصصة للحجاج على طول ضفاف الغانج. وطلب الاف الشرطيين والمتطوعين المنتشرين في المكان من الحجاج النزول الى الماء والخروج منه سريعا افساحا في المجال لمن يليهم. وتخطى عدد الحجاج الذين استحموا في مياه الغانج حتى مساء الاحد 30 مليون شخص ما يعتبر رقما قياسيا بحسب السلطات. وقال المسؤول المحلي الكبير دافيش شاتورفيدي للصحافيين "وصل عدد الذين استحموا في النهر المقدس الى اكثر من 20 مليونا بعد الظهر واكثر من 30 مليونا في المساء". وبدأ احتفال كومبه ميلا في 14 كانون الثاني/يناير ويستمر حتى مطلع اذار/مارس وهو يجري كل 12 عاما في الله اباد بولاية اوتار براديش (شمال) ويشارك فيه على مدى الايام ال55 مئة مليون من الهندوس من العالم، ما يجعل منه اضخم احتفال ديني في العالم. وتجري مهرجانات مماثلة لكنها اقل حجما كل ثلاث سنوات في مدن هندية اخرى. وشعائر الاستحمام في مياه الغانج تجري عند نقطة التقاء الانهر الثلاث المقدسة الغانج ويامونا وساراسواتي وبحسب الطقوس الهندوسية فان الاستحمام في هذه المياه يغسل الحجاج من خطاياهم ويخلصهم من حلقة التقمص. وتم نشر اكثر من سبعة الاف شرطي يساندهم ثلاثون الف متطوع في هذا اليوم الذي يسجل اكبر قدر من الاقبال خلال الاحتفال، بحسب الشرطة. وغالبا ما تحصل حوادث تدافع خلال الاحتفالات الدينية في الهند حيث لا تتخذ تدابير كافية لضمان النظام وضبط الحشود. ويعود اخر حادث كبير مماثل الى تشرين الاول/اكتوبر 2008 وراح ضحيته 220 شخصا قرب مسجد في مدينة جودبور شمال الهند.
