الامير مقرن بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في السعودية

عين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجمعة في خطوة مفاجئة اخيه غير الشقيق الامير مقرن اصغر انجال الملك المؤسس، نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وهو المنصب الاهم بعد ولي العهد.
ويعكس قرار الملك الاصرار على تولي ابناء الملك الراحل المناصب الرئيسية، بخلاف توقعات بتسليم الجيل الثاني المسؤوليات اثر تعيين الامير محمد بن نايف وزيرا للداخلية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بدلا من عمه الامير احمد بن عبد العزيز.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية نبأ التعيين بشكل مقتضب.
وكان تعيين الامير محمد بن نايف اثار تكهنات واسعة النطاق بان الخطوة تعتبر مؤشرا على بداية تولي الجيل الثاني مناصب وزارية حساسة، باستثناء وزير الخارجية الامير سعود الفيصل الذي عين في منصبه العام 1975 بعد مقتل والده الملك فيصل.
وكان الامير مقرن (68 عاما) اعفي في تموز/يوليو الماضي من منصبه كرئيس للاستخبارات وعين الملك مكانه الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس الامن القومي والسفير السابق لدى واشنطن.
ومنصب النائب الثاني هو الاهم بعد الملك وولي العهد في هرمية الحكم في المملكة، اذ ان الملك هو رئيس مجلس الوزراء وولي العهد هو النائب الاول.
ويرسخ التعيين الجديد رغبة العائلة المالكة في استمرار تولي الجيل الاول من ابناء عبد العزيز المناصب المهمة في المملكة التي تاسست العام 1932.
ويفتح هذا المنصب تقليديا الباب لتعيين صاحبه وليا للعهد عند وفاة الملك او ولي العهد، لكن لم يعد ممكنا الجزم بالامر نظرا للتقاليد والاحكام التي تملي ذلك وخصوصا ان تكون والدة ولي الامر او الملك من قبيلة سعودية كبيرة.
وقد ظل المنصب شاغرا منذ تعيين الامير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد في تشرين الاول/اكتوبر 2011، خلفا لشقيقه الامير سلطان كما بقي شاغرا بعد وفاة الامير نايف وتعيين الامير سلمان وليا للعهد في حزيران/يونيو الماضي.
والامير مقرن شأنه شان الملك عبدالله وولي العهد الامير سلمان، من ابناء مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز الذين يتداولون الحكم، الا انه الاصغر سنا بينهم.
وتثار تساؤلات حول آلية وتوقيت انتقال الحكم الى الجيل الثاني، اي الى احفاد الملك عبدالعزيز.
ومسالة تولي الجيل الثاني المناصب مطروحة منذ وفاة الامير سلطان كما انها اخذت باتت قيد التداول العلني بين السعوديين اثر وفاة الامير نايف خصوصا بعد ان اصبحت غالبية الجيل الاول من الطاعنين في السن.
ووفقا للتقليد السائد، يتعلق الامر فقط بافراد العائلة الذين يتولون مناصب حكومية ويمارسون مهامهم منذ سنوات عدة وعددهم ليس كبيرا. كما ان هناك بعض الامراء في الجيل الثاني من هم اكبر سنا من ابناء الجيل الاول.
يشار الى احترام مبدا الاقدمية بغض النظر عن اي جيل في ظل وجود بعض امراء الجيل الثاني ممن هم اكبر سنا من ابناء الملك المؤسس.
وحتى الان، تولى سدة الحكم خمسة من ابناء الملك عبد العزيز منذ وفاته العام 1953، وقد انجب 36 ذكرا توفي حوالى نصفهم.
وتولي المملكة استقرارها وامنها الاولوية القصوى في ظل التوتر مع ايران والاضطرابات التي تشهدها بعض الدول المحيطة من اليمن جنوبا الى البحرين شرقا والعراق شمالا.
وضمن آليات الخلافة التي اقرت في السنوات الاخيرة، انشئت هيئة البيعة العام 2006 لتأمين انتقال سلمي للسلطة في السعودية. لكنها لن تكون فاعلة الا بعد وفاة الملك الحالي عبدالله.
وقد عين الملك عبد الله اعضاء الهيئة واضعا على رأسها اخيه غير الشقيق الامير مشعل بن عبد العزيز.
وتضم الهيئة 35 اميرا، هم 18 من الجيل الاول والاحفاد الذين توفي اباؤهم من ابناء الملك المؤسس، مهمتهم تامين انتقال الحكم ضمن آل سعود.
وكان الملك عبد الله اعلن في تشرين الاول/اكتوبر 2007 اللائحة التنفيذية التي تحدد اليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من اصداره وتنص على تفعيل عمل الهيئة بعد وفاة الملك الحالي.