قتل جنديان هنديان بنيران جنود باكستانيين بالقرب من الخط الفاصل بين شطري اقليم كشمير المتنازع عليه الثلاثاء، وجرى تشويه جثة احدهما بشكل كبير، بحسب بيان اصدره الجيش. وصرح راجيش كاليا المتحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان الاشتباك اندلع ظهر الثلاثاء (06,30 ت غ) بعد ان اكتشفت دورية للجيش الهندي توغل جنود باكستانيين لمسافة نصف كلم داخل الاراضي الهندية. ويسري وقف لاطلاق النار على الخط الفاصل منذ العام 2003، الا انه كثيرا ما ينتهك من الجانبين. ودانت الهند مقتل الجنديين واعلن وزير خارجيتها ان نيودلهي سترد على الهجوم "المشين". وقال الوزير سلمان خورشيد عبر قناة تلفزيونية "علينا ان نقوم بامر ما وسنقوم به، ولكن ينبغي القيام بذلك بعد درس متأن لكل التفاصيل بالتشاور مع وزارة الدفاع. الامر غير مقبول تماما وهو حقا شائن وفظيع وطائش من جانبهم"، في اشارة الى باكستان. وشهدت العلاقات بين البلدين تحسنا طفيفا خلال الاشهر القليلة الماضية بعد توقف عملية السلام البطيئة عقب هجمات بومباي التي نفذها مسلحون قادمون من باكستان واودت بحياة 166 شخصا في تشرين الثاني/نوفمبر 2008. وصرح كاليا لوكالة فرانس برس من منطقة الهيمالايا الجبلية "وقع اشتباك مسلح مع القوات الباكستانية"، معلنا ان القتيلين هما السيرجنت هيمراج سينغ والسيرجنت سودهاكار سينغ. واضاف "لقد فقدنا جنديين، وتعرضت جثة احدهما للتشويه بشكل كبير"، رافضا الكشف عن مزيد من المعلومات عن الجرحى. وقال ان "المتوغلين كانوا من الجيش الباكستاني النظامي وكانوا على مسافة 400-500 متر داخل الاراضي الهندية"، في اشارة الى الاشتباك الذي وقع في قطاع ميندهار على بعد 173 كلم غرب مدينة جامو. وفي اسلام اباد، نفى متحدث باسم الجيش ما وصفه "بالمزاعم الهندية بشان اطلاق نار غير مبرر"، مضيفا ان الرواية الهندية هي "دعاية لتحويل انتباه العالم عن الهجوم على موقع باكستاني الاحد". والاحد ذكرت باكستان ان عددا من الجنود الهنود عبروا الخط الفاصل بين شطري كشمير واقتحموا موقعا عسكريا. وقالت ان جنديا باكستانيا قتل واصيب اخر. وتقدمت باكستان باحتجاج رسمي لدى الهند الاثنين بشان ما وصفته بالهجوم غير المبرر. ونفت الهند عبور جنودها الحدود، وقالت انها ردت باسلحة خفيفة بعد سقوط قذائف هاون على منازل في القرية. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية ان القوات الهندية قامت "بعملية انتقامية" الاحد بعد "اطلاق نار غير مبرر" ادى الى الحاق اضرار بمنزل مدني. ويرجح ان يتسبب حادث الثلاثاء في تقويض الجهود التي بذلت مؤخرا لتحسين العلاقات بين البلدين مثل فتح التجارة وتسهيل الحصول على تاشيرات دخول، وهو ما تم التوصل اليه في محادثات بين كبار القادة السياسيين من الجانبين. واقليم كشمير الذي تسكنه غالبية مسلمة، يقع في منطقة جبال الهيمالايا وتتنازعه الهند وباكستان. وتسبب هذا الاقليم في حربين من ثلاث حروب خاضها البلدان منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947. ودان رئيس وزراء ولاية جامو وكشمير الهندي عمر عبد الله تشويه جثة احد الجنديين ووصفه بانه "غير مقبول في اي مجتمع متحضر". وقال على موقع تويتر "من الواضح ان شخصا في القيادة الباكستانية يريد ان يفعل كل شيء لعرقلة اي حوار بين البلدين".