تقترب المفاوضات الطويلة في الدوحة حول محاربة التغيير المناخي من الانتهاء عصر السبت مع افتتاح الجلسة الختامية لاعمال المؤتمر الخاص بهذا الامر. وتجمعت وفود من حوالى 190 بلدا في جلسة عامة بعد الظهر، بطلب من الرئاسة القطرية لمؤتمر الاممالمتحدة حول المناخ، لتوقيع اتفاق يتعلق بالفصل الثاني من بروتوكول كيوتو تحديدا. واقترحت قطر صباحا نص تسوية غداة الموعد المحدد لانتهاء اعمال المؤتمر. وقال نائب رئيس الوزراء القطري عبد الله العطية الذي يترأس مؤتمر الاممالمتحدة منذ 26 تشرين الثاني/نوفمبر "رغم انه لا يوجد احد راضيا تماما عن النص، لكن يبدو ان هناك اتفاقا على عرضه امام الاجتماع". واضاف "وصلنا الى الموعد النهائي (...) يجب الانتهاء". وتابع اثر عدم تقدم احد لالقاء كلمة "اقدر صمتكم". وخلال ليلة طويلة من المفاوضات، اقترحت قطر صباح السبت على الوفود مجموعة نصوص تشكل تسوية لمجمل الملفات التي تمت مناقشتها مثل الفصل الثاني من بروتوكول كيوتو، احدى النقاط الرئيسية في الاتفاق المتوقع. وقال العطية "حان الوقت لتكثيف الجهود (...) الكل ليس مسرورا لكن الكل يريد نتائج. ليس لدي عصا سحرية لا استطيع ارضاء الجميع". وقدم الى الوفود مجموعة نصوص تقترح تسوية مقبولة برأيه، لمجمل الملفات. واضاف العطية "ليست لدينا ايام باكملها. بدأ الوزراء والمندوبون يغادرون وعلينا ان ننتهي خلال الساعات المقبلة (...) والنص ليس للاخذ به او تركه". وكان مفاوض اوروبي صرح لوكالة فرانس برس ان مفاوضات الاممالمتحدة حول التغيرات المناخية مستمرة السبت غداة الموعد المحدد لانتهاء اعمال المؤتمر. وقال المندوب الاوروبي "لا نتوقع اتفاقا قبل عدة ساعات على الاقل"، وذلك في ختام يوم طويل من المشاورات لم يسمح بالتوصل الى تسوية حول بعض الملفات الشائكة مثل المساعدة المالية التي تطلبها دول الجنوب لمواجهة آثار الاحتباس الحراري. واجرت الوفود مفاوضات طوال الليل في محاولة لحلحلة الوضع بدون جدوى حول بعض الملفات الشائكة جدا من بينها المساعدات المالية التي تطلبها دول الجنوب لمواجهة آثار الاحتباس الحراري. وقد طلبت هذه الدول ستين مليار دولار حتى 2015 للانتقال من المساعدة الطارئة البالغة ثلاثين مليار دولار التي تقررت للعامين 2010-2012، الى الوعد بمئة مليار دولار سنويا حتى 2020. لكن الدول الكبرى المانحة للاموال رفضت الالتزام بمبلغ كهذا. ويقترح النص القطري صيغة تطمئن الدول النامية الى ان دول الشمال ستنفذ تعهداتها لكن الولاياتالمتحدة بدت متحفظة جدا على اي فقرة ملزمة بشكل مبالغ فيه. وتبقى ملفات اخرى مطروحة على طاولة المفاوضات مثل مسألة التعويضات التي تطلبها دول الجنوب من الشمال "للخسائر والاضرار" المرتبطة بالتغير المناخي، في مواجهة بين الدول الاكثر فقرا والولاياتالمتحدة. وتريد الدول الاكثر فقرا تطبيق آلية في هذا الشأن بينما يخشى الوفد الاميركي من ان يؤدي ذلك الى دعاوى قضائية، كما قال مراقب للمفاوضات. ويفترض ان يفضي مؤتمر الدوحة الى بدء الفصل الثاني من بروتوكول كيوتو اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير 2013. وبروتوكول كيوتو هو الاداة الوحيدة التي تلزم الدول الصناعية على خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري لكن تأثيره يبقى رمزيا. ولا يعني الاتفاق سوى الاتحاد الاوروبي واستراليا بعد انسحاب اليابان وروسيا وكندا، اي 15 بالمئة من الدول المسببة لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم. لكن دول الجنوب تصر عليه "باسم المسؤولية التاريخية" للشمال في اختلال المناخ. ومنذ 1995 تلتقي الاسرة الدولية كل سنة برعاية الاممالمتحدة لمحاولة تطبيق وتوزيع خفض الغاز المسبب لارتفاع حرارة الارض بشكل عادل بين الدول. لكن الجهود التي تشارك فيها مختلف الدول في اطار هذه المفاوضات الشاقة والمعقدة، تضع العالم على طريق ارتفاع الحرارة ما بين ثلاث الى خمس درجات مئوية وليس 2 بالمئة العتبة التي يشكل تجاوزها خطرا على نظام المناخ. والموعد الاهم الذي حددته الاسرة الدولية هو 2015 في باريس لابرام اتفاق "عالمي" لخفض غازات الدفيئة يفترض ان يدخل حيز التنفيذ في 2020، بمشاركة كل الدول بينها اكبر بلدين مسببين للتلوث، الصين والولاياتالمتحدة اللتين لم تصادقا على بروتوكول كيوتو.