يلقي نيكولا ساركوزي الذي تخلى عن اعتزال العمل السياسي بثقله كرئيس سابق في محاولة لانهاء حرب القادة التي يشهدها حزبه الاتحاد من اجل حركة شعبية، اكبر حزب معارض في فرنسا، للاسبوع الثالث على التوالي. وفي حين اكتمل الطلاق بين رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون والامين العام للاتحاد من اجل حركة شعبية المنتهية ولايته جان فرنسوا كوبيه، حدد ساركوزي مهلة اخيرة للرجلين اللذين يتنازعان رئاسة الحزب، طالبا منهما التوصل الى حل قبل الثلاثاء او "ساعلن ان كلاكما غير مؤهل" لقيادة حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية. والمهلة الاخيرة التي حددها الرئيس السابق هي الاخيرة في سلسلة طويلة منذ بداية هذه الازمة السياسية التي تعتبر احدى اسوأ ازمات اليمين الفرنسي منذ اكثر من خمسين عاما. فقد تبنى فيون وكوبيه قبل ساركوزي اللهجة القاسية للانذار، وكذلك وزير الخارجية السابق الان جوبيه. لكن كل ذلك ذهب سدى. وانتخاب جان فرنسوا كوبيه لرئاسة الاتحاد من اجل حركة شعبية في نهاية عملية انتخاب تقارب خلالها المتنافسان جدا وشابتها عمليات تزوير، ادى الى انقسام اليمين. وعلى الرغم من ان الحزب لم يتفكك رسميا، الا ان نوابه باتوا مجموعتين داخل الجمعية الوطنية بحسب دعمهم فيون او كوبيه. والناشطون في حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الذين اضطروا الى متابعة "انتحار (حزبهم) مباشرة" بحسب صحيفة لوفيغارو المحافظة، يؤيدون فكرة اجراء تصويت جديد. ولم يتمكن فيون وكوبيه على الاطلاق من التوافق على شروط عملية التصويت لان فيون يطالب ب"قيادة جماعية" لتنظيم انتخابات جديدة، في حين يطالب كوبيه بان يقوم خصمه اولا بحل مجموعته المنشقة في الجمعية الوطنية. والاسبوع الماضي وضع الخصمان حدا لاي تفاوض. وفي هذا الاطار اجرى نيكولا ساركوزي محادثات مطولة مع الرجلين يومي الخميس والجمعة. واعتبر نيكولا ساركوزي، كما ذكرت عدة مصادر في الاتحاد من اجل حركة شعبية لوكالة فرانس برس، ان الامر "استغرق وقتا طويلا" وعلى كلا الخصمين "ان يخطو خطوة نحو الاخر". وشدد احد هذه المصادر على ان الرئيس الفرنسي السابق مارس "ضغطا" على الخصمين. ومنتصف الاسبوع، اعلن المقربون منه ان هذا الصراع الاخوي على رئاسة الاتحاد من اجل حركة شعبية "اتعبه". وفي الوقت الراهن، فانه لم يتحدث علنا. وعلى غرار كل الرؤساء السابقين، فان ساركوزي الذي اعلن انه سينسحب من الحياة السياسية منذ هزيمته في الانتخابات الرئاسية في ايار/مايو، هو عضو في المجلس الدستوري. ولهذا السبب، فان التزامه علانية في معركة الاتحاد من اجل حركة شعبية سيعتبر بمثابة عدم احترام لاستقلالية المجلس. وقال وزير يميني سابق ان "لب المشكلة يكمن في انه عندما يصبح شخص ما رئيسا للاتحاد من اجل حركة شعبية، فانه قد يصبح رئيسا للجمهورية. هذا هو ما يجعلهما يفقدان صوابهما". واعرب النائب في الاتحاد من اجل حركة شعبية داميان ميلو عن اسفه وقال ان "فيون ينتظر ان يقوم كوبيه بالخطوة الاولى، وكوبيه ينتظر ان يقوم بها فيون. قد يستغرق الامر وقتا طويلا ...". ويشعر الناشطون بدورهم بالاستياء. واعتبر غريغوري وهو ناشط من شمال فرنسا "اشعر بالاحباط مثل الكثيرين. بالنسبة الي، الامر واضح، كوبيه وفيون فقدا المصداقية". من جهته اقترح ناشط اخر وضع كوبيه وفيون "داخل غرفة واحدة"، وعدم تركهما يخرجان طالما لم يتوصلا الى حل.