أطلقت الشرطة التايلاندية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين المناوئين للحكومة الذين اقتحموا الحواجز واشتبكوا مع قوات الأمن يوم السبت بعد احتشاد آلاف الأشخاص الذين يسعون إلى الإطاحة بحكومة رئيسة الوزراء التايلاندية ينجلوك شيناواترا. وتتهم جماعة بيتاك سيام المؤيدة للملكية والتي يقودها جنرال الجيش المتقاعد بونلرت كايوبراسيت حكومة ينجلوك بالفساد وأنها دمية في يد رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا شقيق ينجلوك. وحظيت الجماعة بدعم أعضاء التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية المعروفين باسم أصحاب القمصان الصفراء والذين ساعدوا على الإطاحة بحكومتين قاد تاكسين أحدهما ودعم الأخرى في عامي 2006 و2008. ويظل تاكسين شخصية مثيرة للانقسام الشديد في تايلاند. وأطيح برئيس الوزراء السابق في انقلاب مدعوم من الجيش عام 2006 وفر من البلاد في عام 2008 قبل فترة قصيرة من إدانته باستغلال السلطة. وقال بونلرت لأنصاره "إذا لم أستطع الإطاحة بهذه الحكومة فإنني مستعد للموت." وأصيب سبعة رجال شرطة على الأقل كما اعتقل ما يصل إلى 132 محتجا في اشتباك وقع قرب مقر الأممالمتحدة في بانكوك لايبعد كثيرا عن مكان التجمع الرئيسي. ونشرت السلطات 17 ألف رجل شرطة في موقع التجمع وقامت الحكومة بتفعيل قانون الأمن الداخلي الذي يسمح للشرطة باعتقال المتظاهرين وإجراء عمليات تفتيش أمنية وإقامة حواجز في الطرق. وتقول الشرطة إنها ضبطت أسلحة مختلفة بينها مدي وطلقات نارية مع أشخاص بين المحتشدين في الموقع وعددهم تسعة آلاف شخص. وقال المتحدث باسم الشرطة بيا أوثايا لقناة تلفزيونية محلية "استخدمنا الغاز المسيل للدموع لأن المحتجين اعترضوا سبيل الشرطة ولم يمتثلوا للإجراءات الأمنية التي اتخذناها." وشهدت تايلاند احتجاجات دامية متكررة في الشوارع خلال الأعوام الماضية بما فيها احتجاج دام أكثر من شهرين نظمه أنصار الحكومة الحالية في عام 2010. ودفعت هذه الاحتجاجات إلى اتخاذ الجيش إجراءات صارمة أسفرت عن مقتل 91 شخصا وأكثر من 1700 آخرين بجروح. وقال ثيتينان بونجسوديراك المحلل السياسي بجامعة شولالونجكورن في بانكوك "في المرحلة الراهنة تشكل الحكومة خطرا على نفسها. إذا بالغت في رد فعلها واستخدمت جيشا من رجال الشرطة فإن ذلك من شأنه أن يثير غضب المتظاهرين ويمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة." وأضاف "استخدام الغاز المسيل للدموع نذير شؤم ويعيد إلى الأذهان مشاهد المتظاهرين المناوئين للحكومة في عام 2008 الذين اقتحموا مقر الحكومة والبرلمان." ويسلط الاحتجاج الضوء على التوترات التي تجيش منذ وصول حزب بويا تاي الذي تتزعمه ينجلوك إلى السلطة في يوليو تموز 2011. وقال بونلرت للمتظاهرين "أقول لتاكسين إنه إذا كان يريد العودة إلى تايلاند فيجب عليه أن ينحني أمام الملك ويقضي فترة عقوبته في السجن." من أوكارابون نيوميات وإيمي ساويتا ليفيفري (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية- تحرير رفقي فخري)