قال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، لوران كابيلا، إنه مستعد لدراسة مطالب المتمردين الكونغوليين من حركة أم 23 الذين استولوامؤخرا على مدينة غوما الرئيسية الواقعة شرقي البلاد. وأضاف كابيلا عقب لقائه بنظيريه الأوغندي والراوندي، إنه يدرس الآن التفاوض مع المتمردين. إلا أن القادة الثلاثة دعوا المتمردين إلى وقف هجومهم فورا ومغادرة غوما. وقد هدد المتمردون في وقت سابق بالتقدم نحو العاصمة كنشاسا، وكانوا قد تقدموا يوم الأربعاء نحو مدينة ساكي، الواقعة غربي غوما بنحو 27 كيلومترا. وأشارت الأخبار إلى أنهم يستعدون للاتجاه جنوبا نحو بوكافو، التي تبعد عن غوما ب 143 كيلومترا. وكان زعيم حركة أم 23 قد قال أمام حشد من أنصاره تجمعوا في ملعب رياضي إن رحلة تحرير الكونغو قد بدأت . ويقول مراسل بي بي سي في غوما، جبرائيل غيتهاوس، إنه من غير الواضح إن كانت قدرات المتمردين تضاهي طموحاتهم، إلا أن هناك زخما لصالحهم في الوقت الحاضر. وكانت حركة أم 23 قد تأسست في نيسان/أبريل الماضي إثر تمرد عسكري. ويقول المتمردون إنهم لم يحصلوا على المواقع القيادية التي وُعدوا بها في اتفاق السلام المبرم عام 2009. وقد أثارت النجاحات التي حققتها الحركة مؤخرا مخاوف تجدد القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مات فيها ما يقارب الخمسة ملايين في الصراع الذي دار في الفترة ما بين الأعوام 1997 و2003. من ناحية أخرى أصدرت الأممالمتحدة تقريرها الذي طال انتظاره، وقد اتهمت فيه رواندا وأوغندا بدعم متمردي حركة أم 23. ويقول التقرير إن تسلسل القيادة المتمردين ينتهي بوزير الدفاع الراوندي، جيمس كاباريبي. إلا أن كلا من رواندا وأوغندا قد نفيتا تلك الاتهامات بعد أن رشحت بعض مواد التقرير الشهر الماضي. وأشار مبعوث الأممالمتحدة روجر ميس إلى شكوك بوجود دعم دولي للمتمردين أثناء حديثه إلى مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء. ونقل عن ميس قولُه إن قوات حركة أم 23 تحصل على تجهيزات وعتاد وبدلات عسكرية ومعظمها لم يأتِ من مخازن الجيش . كما أشار ميس إلى ارتكاب المتمردين انتهاكات قائلا إن الأممالمتحدة تسلمت تقارير عديدة حول قيام المتمردين بإعدامات فورية لمن يقف في طريقهم وقد شملت زعماء قبليين وموظفين في الحكومة ممن يرفضون التعاون معهم . يذكر أن المتمردين دخلوا غوما الثلاثاء وطوقوا مقر الأممالمتحدة هناك بعد انسحاب الجيش الكونغولي. وكانت فرنسا قد انتقدت بشدة فشل قوات الأممالمتحدة التي يبلغ قوامها 1900 جنديا في إيقاف المتمردين. وقد دافعت الأممالمتحدة عن أدائها الأربعاء قائلة إنها أطلقت مئات الصواريخ على المتمردين في محاولة لإيقاف تقدمهم على غوما. وقال ميس إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير كافية وإن عدد المتمردين المتقدمين نحو غوما قد قفز فجأة من 500 إلى 3000. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة إنهم أرادوا أن يتجنبوا نشوء معركة في غوما. وقال متحدث عسكري كونغولي لوكالة الأسوشييتيد برس إن قوات الأممالمتحدة ينقصها التفويض الدولي لقتال المتمردين. وقد تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدين استيلاء المتمردين على مدينة غوما ويدعو إلى فرض عقوبات على حركة أم 23. يذكر أن التمرد تسبب في تهجير نصف مليون إنسان منذ نيسان/أبريل الماضي.