اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ان بلاده ستستقبل "سفيرا" للائتلاف السوري المعارض وذلك بعد استقباله في قصر الاليزيه رئيس الائتلاف معاذ الخطيب الذي عبر عن رغبة بتشكيل "حكومة تكنوقراط" تضم كل مكونات المجتمع السوري. في غضون ذلك، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية عدة، اذ تعرضت احياء في جنوبدمشق للقصف تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، في حين شهدت حلب (شمال) ودير الزور (شرق) اشتباكات وقصفا. وبعد لقاء استمر ساعة ونصف ساعة، قال الرئيس الفرنسي للصحافيين "سيكون هناك سفير لسوريا في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف"، هو المعارض منذر ماخوس الذي كان احد اعضاء الوفد السوري الذي التقى هولاند. واشار الخطيب الى ان الحكومة الفرنسية رحبت بتعيين ماخوس المنتمي الى الطائفة العلوية "وهو من اكفأ الشخصيات السورية وسيمثل الائتلاف هنا"، مؤكدا انه من اوائل من نادوا بالحرية في بلاده. من جهة اخرى، نقل هولاند عن الخطيب تأكيده الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف ستضم "كافة مكونات سوريا" خصوصا "المسيحيين والعلويين". واكد الخطيب انه لا يرى اي عقبة امام تشكيل حكومة انتقالية. وقال "ليست هناك مشكلة. الائتلاف موجود وسندعو الى تقديم ترشيحات من اجل تشكيل حكومة تكنوقراط ستعمل حتى سقوط النظام". اضاف "الشعب السوري اكتشف بعضه وكلنا يد واحدة، وكل الاشكالات الثقافية والعرقية سوف نحلها فيما بيننا". وكان الخطيب وصل والوفد المرافق الساعة 9,15 ت غ صباحا الى الاليزيه، حيث كان في استقباله على المدخل الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته لوران فابيوس. ويأتي الموقف الفرنسي الجديد بعد اربعة ايام من اعلان هولاند اعترافه بالاتئلاف الذي تشكل اثر اجتماعات للمعارضة السورية في الدوحة، كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، وهو ما تريثت دول غربية عدة داعمة للمعارضة في الاقدام عليه. وقال هولاند بعد اللقاء ان "عمل الاقناع لدى دول غربية والاتحاد الاوروبي" سيتواصل، في اشارة الى التحفظات الاميركية والاوروبية على الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني. فقد اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي كانت بلاده من ابرز الداعين الى توحيد المعارضة، ان الائتلاف "ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري"، رافضا الاعتراف به كممثل "وحيد" او كحكومة في المنفى لان بلاده "ليست مستعدة" لذلك. كذلك فضلت بريطانيا التي استقبل وزير خارجيتها وليام هيغ الخطيب ونائبيه رياض سيف وسهير الاتاسي الجمعة، التريث اياما قبل اعلان موقفها من الائتلاف، رغم تأكيده ان الاجتماع مع ممثليها كان "مشجعا". وكان هولاند تعهد ايضا باعادة طرح مسألة الحظر الاوروبي على تزويد المعارضة السورية التي تقاتل على الارض بالسلاح، رغم ان فابيوس اقر الخميس بان خطوة كهذه "ليست سهلة" وقد تثير "مواقف مختلفة". وتعارض دول غربية عدة ابرزها الولاياتالمتحدة، تزويد المعارضة بأسلحة نوعية خوفا من وصولها الى ايدي اسلاميين متطرفين يقاتلون في سوريا. واكتفى العديد من الدول الغربية والاوروبية بتقديم مساعدات "غير قاتلة" للمقاتلين المعارضين، تشمل وسائل اتصال ومعلومات استخبارية. ميدانيا، تدور اشتباكات عنيفة في حي التضامن في جنوب العاصمة السورية يرافقها تحليق للطائرات الحربية في سماء المنطقة، اضافة الى اشتباكات في حي برزة (شمال)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان المرصد اشار الى مقتل اربعة اشخاص جراء سقوط قذيفة هاون غير محددة المصدر على مخيم اليرموك في جنوب العاصمة، وهو الاكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وسبق ان دارت على اطرافه اشتباكات شارك في بعض منها مقاتلون فلسطينيون بعضهم موال للنظام وآخرون معارضون له. واشار المرصد الى ان معظم الطرق المؤدية الى العاصمة "سالكة بصعوبة (اليوم) او سالكة فقط للسيارات العسكرية"، بعدما افاد صباحا عن اغلاق الطرق المؤدية الى حي نهر عيشة في جنوبالمدينة وطريق دمشق درعا الدولي. وفي ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية مكثفة في الفترة الاخيرة، تتعرض مدينة الزبداني للقصف تزامنا مع حملة مداهمات في محيطها، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى مداهمات في البويضة حيث اسقط المقاتلون مروحية عسكرية الجمعة. في محافظة دير الزور (شرق)، افاد المرصد عن سيطرة المقاتلين "على مطار الحمدان الزراعي في اطراف مدينة البوكمال الذي كان يستخدمه النظام مهبطا للطائرات المروحية العسكرية ونشر فيه اليات عسكرية ثقيلة ومدافع هاون". واشار الى اشتباكات قرب البوكمال القريبة من الحدود العراقية "بين العناصر التي كانت متواجدة في المطار ومقاتلين من الكتائب المقاتلة". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس الى ان المقاتلين "باتوا يسيطرون على منطقة جغرافية واسعة في شمال شرق مدينة دير الزور والى الجنوب من محافظة الحسكة"، باستثناء كتيبة مدفعية في مدينة الميادين في محافظة دير الزور. من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن "مقتل واصابة جميع افراد مجموعة ارهابية مسلحة باشتباك مع وحدة من قواتنا المسلحة جنوب المقابر في دير الزور". في حلب كبرى مدن الشمال، تعرضت احياء يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في جنوبالمدينة وشرقها للقصف، بحسب المرصد الذي افاد عن اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون منذ فترة السيطرة على دوار الليرمون في شمال غرب المدينة. وتلت هذه الاشتباكات انفجار سيارة مفخخة استهدف تجمعا عسكريا بالقرب من الدوار، بينما لجأت القوات النظامية الى الطيران الحربي في استهداف المنطقة، بحسب المرصد. كما شنت طائرات مقاتلة غارات على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي، وتمكنت القوات النظامية في الفترة الاخيرة من السيطرة على بعض القرى على الطريق المؤدي اليها. وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 18 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة المناطق السورية ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.