اجرى الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم السبت في دمشق على امل التوصل الى هدنة في النزاع غداة اعتداء عنيف في لبنان اثار مخاوف من امتداد النزاع. وذكر بيان للخارجية السورية ان مباحثات المعلم والابراهيمي تناولت "ما تقدمه سورية (..) لتسهيل مهمة الاخضر الابراهيمي بالاضافة لما هو مطلوب من قبل باقي الأطراف التي تقوض مهمة الإبراهيمي عير استمرار تسليح و إيواء و تدريب و تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة". وكرر البيان طلب سوريا "للحوار"، من دون ان ياتي على ذكر دعوة الابراهيمي لوقف اطلاق النار خلال الايام الاربعة لعيد الاضحى اعتبارا من 26 تشرين الاول/اكتوبر. ويأمل الابراهيمي في ان تؤدي الهدنة الى وقف اطول لاطلاق النار الذي اودى بحياة اكثر من 34 الف شخص خلال النزاع المستمر منذ 19 شهرا، حسب منظمة حقوقية. ويفترض ان يلتقي الابراهيمي الرئيس السوري بشار الاسد في موعد لم يحدد بعد. وتأتي زيارة الابراهيمي غداة تفجير اودى بحياة رئيس فرع المعلومات في قوى الامن اللبنانية وسام الحسن وشخصين آخرين في شرق بيروت وحملت المعارضة اللبنانية الاسد مسؤوليته. وكان الابراهيمي حذر الخميس من اتساع رقعة النزاع في سوريا. وقال في ختام محادثات مع مسؤولين اردنيين في عمان "اذا استمرت الازمة السورية فانها لن تبقى داخل حدود سوريا وستؤثر على كل المنطقة"، كما نقلت عند وكالة الانباء الاردنية (بترا). وقد دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان مشترك "كل الاطراف المتحاربين في سوريا الى ان ياخذوا في الاعتبار دعوة (الابراهيمي) الى وقف لاطلاق النار ووقف لاعمال العنف بكل اشكالها خلال فترة عيد الاضحى". كما طالبا "كل اللاعبين الاقليميين والدوليين بدعم هذا النداء". وحضت الدبلوماسية الاميركية ايضا الاطراف المتنازعين في سوريا على وقف المعارك خلال عيد الاضحى الاسبوع المقبل، بناء على مطالبة الاممالمتحدة والجامعة العربية وموفدهما الاخضر الابراهيمي. ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدينة معرة النعمان في شمال غرب سوريا التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للنظام تتعرض السبت لقصف جوي من القوات النظامية بينما يواصل المعارضون هجماتهم على قوافل ومراكز عسكرية لهذه القوات في المنطقة. ويأتي ذلك غداة يوم دام قتل فيه 133 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، في حين تم العثور على عشرات الجثث في مناطق متفرقة بينها 37 في مدينة دير الزور (شرق). وقال المرصد السوري في بيان قبل ظهر السبت ان "مدينة معرة النعمان وقرية معر شمشة (المجاورة) تعرضت لقصف بالطائرات الحربية". واشار الى "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين هاجموا قافلة عسكرية على طريق دمشق حلب الدولي جنوب مدينة معرة النعمان". وسيطر المقاتلون المعارضون خلال الايام الماضية على جزء من هذه الطريق، ما بات يعيق وصول امدادات لقوات النظام الى المنطقة والى مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وقتل ثلاثة اشخاص السبت في قصف على عدد من احياء حلب، بينما تشهد احياء اخرى فيها اشتباكات. من جهة ثانية، وقعت بحسب المرصد، اشتباكات في حي جوبر في شرق مدينة دمشق وعلى طريق المتحلق الجنوبي (غرب) قرب منطقة الدويلعة رافقها اصوات انفجارات ناتجة عن قصف هذه المناطق. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان حي القابون في جنوب العاصمة يتعرض لقصف بالمدفعية والهاون وسط إطلاق نار كثيف. كما افاد المرصد وناشطون عن عمليات عسكرية واعتقالات في ريف دمشق. وذكر المرصد في محصلة عن ضحايا الجمعة انه تم العثور على عدد من الجثث المصابة بطلقات نارية في مناطق مختلفة بعضها "متفسخ". وبين هذه الجثث 14 تم انتشالها من "بين ركام الابنية التي تهدمت اثر قصف تعرضت له قبل يومين مدينة سقبا" في ريف دمشق. وقال المرصد انه تم العثور "على 37 جثة على الاقل في مقبرة حي الموظفين في مدينة دير الزور بعضها متفسخ وبعضها عليه اثار حروق تم التعرف على هوية 12 منها". ووصف المجلس الوطني السوري المعارض في بيان العثور على الجثث بانه "مشهد مروع قل نظيره في البشاعة". واتهم قوات هذا "النظام المجرم" بالقاء "جثث المدنيين في مقبرة قبل أيام"، مشيرا الى ان المدنيين القتلى "تعرضوا للحرق والتعذيب الوحشي والتنكيل اللاإنساني قبل قتلهم وجمع جثثهم". وعبر المجلس "عن عميق إستنكاره وصدمته من هذا السلوك الوحشي لجنود النظام المجرم"، متعهدا "بتقديم كل الدعم لثوار دير الزور البطلة"، ومطالبا "جميع السوريين بنجدة دير الزور وثوارها بكل ما يستطيعون". واخيرا، ذكرت صحيفة واشنطن تايمز مساء الجمعة ان الولاياتالمتحدة عززت تعاونها الاستخباري مع تركيا بالتزامن مع تفاقم النزاع في سوريا. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين اميركيين لم تسمهم ان مسؤولين عسكريين من الجانبين وضعوا في الاسابيع الاخيرة خططا لاقامة مناطق لمنع تحليق الطيران فوق الاراضي السورية. كما ناقشوا مسألة الاستيلاء على مخزونات الاسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية. وقالت الصحيفة ان اشارة من وكالات الاستخبارات الاميركية دفعت الطيران الحربي التركي الى اعتراض طائرة ركاب سورية في رحلة من موسكو الى دمشق الاسبوع الماضي. وتابعت ان الطائرة السورية كانت تحمل "قطع رادار وقطعا كهربائية لمنظومات مضادة للطيران روسية الصنع في سوريا". وادى هذا الحادث الى توتر العلاقات بين تركيا من جهة وروسيا وسوريا من جهة اخرى. وقالت "واشنطن بوست" ان الادميرال جيمس ستافريديس قائد القيادة الاوروبية للولايات المتحدة والقائد الاعلى للدول الحليفة في اوروبا زار مطلع تشرين الاول/اكتوبر الجاري انقرة وازمير. واكد مسؤول في حلف شمال الاطلسي ان ستافريديس بحث في مسألة التوتر على الحدود السورية التركية، كما ذكرت الصحيفة. الا ان المسؤول اكد ان تركيا لم تتقدم باي طلب رسمي لمساعدة عسكرية.