القدس (رويترز) - أعاد حزب شاس الديني المتشدد في اسرائيل الى الأضواء زعيما سابقا يحظى بشعبية كبيرة بعد غياب استمر 13 عاما منها عدة سنوات في السجن وهو ما قد يحرم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من بعض الأصوات في الانتخابات التي ستجري في 22 يناير كانون الثاني. وأعلن حزب شاس في وقت متأخر يوم الاربعاء ان ارييه درعي (53 عاما) انضم الى القيادة الثلاثية الجديدة للحزب في الانتخابات العامة التي تتوقع استطلاعات الرأي ان تتيح لنتنياهو الاستمرار في منصبه. ويحظى حزبا شاس وليكود اليميني الذي ينتمي اليه نتنياهو بتأييد واسع في اوساط اليهود المتدينين من ذوي الاصول الشرق اوسطية وهو ما يعني ان عودة درعي يمكن ان تحرم حزب نتنياهو من كثير من الأصوات. وحقق درعي صعودا صاروخيا على الساحة السياسية في اسرائيل. وعين وزيرا للداخلية في عام 1988 ليصبح أصغر عضو على الاطلاق في حكومة اسرائيلية في سن التاسعة والعشرين. وانضم درعي الى حكومة اسحق رابين في عام 1992 وأعطى حزبه تأييدا مهما للزعيم الراحل عندما سعى للحصول على موافقة البرلمان على اتفاق اوسلو للسلام الذي وقعته اسرائيل مع الفلسطينيين في عام 1993 . لكن سقوط درعي بدأ بعد ذلك مباشرة عندما دفعته المحكمة العليا للاستقالة من الحكومة في عام 1993 في اتهامات فساد. وبقي زعيما لحزب شاس حتى عام 1999 عندما حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لتلقيه رشا. ويشغل حزب شاس 11 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا ويعتبر الحاخام عوفاديا يوسف (92 عاما) زعيمه الروحي الذي بارك اتفاق القيادة الأخير الذي أجبر وزير الداخلية ايلي يشاي على اقتسام السلطة مع درعي الاقل تشددا. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة هاارتس الاسرائيلية اليسارية يوم الخميس ان حزب شاس اذا تولى زعامته درعي سيفوز بثلاثة مقاعد إضافية في البرلمان في الانتخابات المبكرة التي دعا اليها نتنياهو بعد ان فشلت حكومته في الاتفاق على ميزانية الدولة لعام 2013 . وقال كاميل فوكس (من جامعة تل ابيب) الذي اجرى الاستطلاع لراديو الجيش "درعي سيحصل على هذه المقاعد من ليكود." وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الانترنت ان درعي يشغل الترتيب الثامن والخمسين "لاعظم اسرائيلي" في كل العصور في قائمة تضم 200 اسم. ويحتل الموقع قمة المواقع الاخبارية الاسرائيلية على شبكة الانترنت كما جاء في مسح أجري عام 2005 . وذكر استطلاع صحيفة هاارتس يوم الخميس انه اذا قرر رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت دخول السباق وشكل تحالفا مع أحزاب الوسط فان كتلتهم الجديدة ستحصل على 25 مقعدا في البرلمان مقابل 24 لحزب ليكود. لكنه وجد أيضا انه اذا جاء ليكود في المرتبة الثانية في الانتخابات فان نتنياهو سيتمكن من تشكيل حكومة مع الاحزاب القومية والدينية بما فيها حزب شاس. ويمكن ان تتغير هذه المعادلة اذا تحرك حزب شاس في ظل القيادة المشتركة لدرعي نحو اتجاه الوسط. وفي السابق انضم حزب شاس الى حكومات برئاسة أحزاب تنتمي الى اليمين والى اليسار والوسط مقابل فوائد لمؤيديه وهم من الاسرائيليين الاقل دخلا. واستقال اولمرت من منصب رئيس الوزراء في عام 2008 بشأن مزاعم فساد. ومنذ ثلاثة اشهر برأت ساحته من أخطر الاتهامات مما فتح الطريق أمام عودته. وقال مساعدون انه يفكر في خوض الانتخابات ويتوقع على نطاق واسع ان يكشف عن نواياه خلال الايام القادمة. وفي حالة درعي فان أنصار الحزب قالوا أنه كان ضحية تمييز من جانب "النخبة" من يهود الاشكينازي ذوي الاصول الاوروبية الذين هيمنوا لفترة طويلة على السياسة الاسرائيلية. وحصل شاس على 17 مقعدا - وهو أفضل اداء له على الاطلاق - في انتخابات عام 1999 التي اعقبت ادانة درعي. وبقي درعي بعيدا عن دائرة الضوء الى حد كبير منذ اطلاق سراحه من السجن بموجب عفو في عام 2002 . وقال زملاؤه انه كان يركز على الدراسات الدينية والعمل الخيري مع الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع السياسيين العلمانيين البارزين. وفي العام الماضي أعلن أنه يعتزم خوض الانتخابات قائلا انه يشعر ان بامكانه ان يجلب الامل للاسرائيليين. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)