تستمر اعمال العنف في سوريا الخميس من دون افق لاي حل، في وقت بقيت الازمة السورية محور الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة في يومها الثاني. ويأتي ذلك غداة اليوم الاكثر دموية في النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا وقد حصد اكثر من 305 قتلى، وتخلله استهداف مقر هيئة الاركان العامة في دمشق بانفجارين وهجوم اعلنت مجموعة اسلامية مسؤوليتها عنها. على هامش الدورة السنوية للامم المتحدة في نيويورك، اعلن الرئيس الايراني محمود احمد نجاد ان بلاده تسعى الى تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول سوريا. وقال خلال مؤتمر صحافي الاربعاء "نؤمن انه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن لاطراف النزاع في سوريا التوصل الى حل متين لا يكون موقتا". ولم يكشف احمدي نجاد اسماء الدول المدعوة الى المجموعة الجديدة، من دون ان يتضح مصير مجموعة الاتصال الحالية التي تضم ايران وتركيا والسعودية ومصر. وتعد الجمهورية الاسلامية الحليف الاوثق لنظام الرئيس بشار الاسد، بينما تدعم الدول الثلاث الاخرى المعارضة المطالبة باسقاطه. وشهدت الاممالمتحدة الاربعاء اجتماعا وزاريا لمجلس الامن خصص للربيع العربي واحتلت فيه الازمة السورية حيزا واسعا، تزامن مع اجتماع عربي للبحث في شروط تدخل عسكري "عربي" محتمل في سوريا، بعد الدعوة القطرية الى "تدخل عربي سياسي وعسكري" والقيام ب"هو ضروري لوقف سفك الدماء". ودعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الى ارسال "قوة حفظ سلام" عربية الى سوريا، بينما رفض نظيره المصري محمد مرسي في كلمته امام الجمعية العامة اي تدخل عسكري اجنبي في البلاد. وانتقدت الدول الغربية فشل مجلس الامن في الاتفاق على حل للازمة السورية، اذ اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان المجلس "ما زال مشلولا"، بينما قال نظيرها الفرنسي لوران فابيوس "لسنا قادرين حتى الان على تقديم رد" على الازمة. ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتحميل "القسم الاكبر من المسؤولية" للدول التي تدعم المعارضة السورية المسلحة وتطلب من النظام "استسلاما غير مشروط". وادى استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ثلاث مرات الى فشل مجلس الامن في التوصل الى قرارات تدين النظام السوري. ميدانيا، تشهد بعض المناطق في محافظة حلب (شمال) اشتباكات وقصفا، تخللتها الخميس هجمات لمقاتلين معارضين على حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد "دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة التي هاجمت حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي". كما اشار الى ان سيارة مفخخة انفجرت فجر الخميس عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي، تبعته اشتباكات. ونقل مراسل فرانس برس في حلب عن مصدر عسكري ان سائق باص رفض الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على احدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم على بعد 25 كلم جنوب مدينة حلب. فاطلق الجنود النار على الباص ما ادى الى انفجاره. وفي المدينة، افاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في أحياء الصاخور (شمال) والاشرفية وجمعية الزهراء (شمال غرب)، الى تعرض احياء الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب (شرق) لقصف عنيف. من جهة ثانية، اقدم مجهولون على تفجير انبوب للنفط في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد الذي اوضح ان الانفجار وقع بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في منطقة ام مدفع في جنوب الحكسة، وتسبب بحريق كبير. وقال ان العملية ترافقت مع خطف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط. وتتفاقم الازمة الانسانية المرافقة للاحداث السياسية والميدانية. وقد توقعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الخميس ارتفاع عدد اللاجئين السوريين من 300 الف حاليا الى اكثر من 700 الف بنهاية سنة 2012. ورفعت المنظمة الدولية الى 487,9 ملايين دولار طلبها من الاموال التي تحتاجها لمساعدة اللاجئين السوريين الى الدول المجاورة. واشار المنسق المكلف اللاجئين السوريين في المفوضية بانوس مومتزيس الى ان العدد "مبني على الاتجاهات" في حركة النزوح، والتي تظهر ان "ما بين ألفين وثلاثة آلاف لاجىء يعبرون الحدود يوميا" الى تركيا ولبنان والاردن والعراق.