تحيي روسيا الاحد ذكرى مرور مئتي عام على انتصارها على جيش نابوليون بونابرت الاول في 1812 باعادة تمثيل معركة موسكوفا قرب العاصمة الروسية، بحضور الرئيس فلاديمير بوتين. وبعد اشهر من التحضيرات، يستعد آلاف من المشاة والفرسان لخوض هذه المعركة التي تسمى معركة موسكوفا في بورودينو على بعد 120 كلم غرب موسكو. وسيتواجه المشاركون الذيم قدموا من فرنسا ودول اوروبية اخرى اعتبارا من الساعة 13,00 تغ. وسيجري العرض امام حوالى 300 الف مشاهد يتقدمهم الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي الاسبق فاليري جيسكار ديستان. وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان الممثلين الذين ارتدوا ازياء تلك الفترة يتوجهون الى مكان اعادة تمثيل المعركة بينما يتدفق المشاهدون منذ الصباح الى الموقع في اجوء خريفية وتحت مطر خفيف. والعرض الذي سيستمر ساعتين تقريبا هو الحدث الابرز في سلسلة نشاطات تنظيم في روسيا لاحياء ذكرى مرور مئتي عام على هذه المعركة التي لجأ الكرملين الى انعاشها لتعزيز المشاعر الوطنية. وفي مؤشر على الاهمية التي توليها الرئاسة للاحتفالات تولى بوتين شخصيا ادارة الاستعدادات لهذا الحدث الذي خصصت له الدولة الروسية 36 مليون روبل (حوالى 900 الف يورو). ودعا رئيس الادارة الرئاسية سيرغي ايفانوف السلطات الروسية على كل المستويات الى "الاستفادة فعليا" من هذه المناسبة في "التربية الوطنية للشباب". وخصصت وكالة الانباء الروسية نوفوستي مساحة واسعة لتغطية الحدث بينما ستبث القناة العامة روسيا-24 مباشرة تمثيل المعركة. ومن وحدات الحرس الامبراطوري الروسي الى الدرك والبنادق التي كانت تستخدم في حروب نابوليون و300 فارس و400 من الرماة، سيشارك في المجموع اكثر من ثلاثة آلاف شخص قدموا حتى من الولاياتالمتحدة وكندا في المعارك. ووقعت معركة بورودينو كما يسميها الروس في السابع من ايلول/سبتمبر 1812 وكانت الاكثر دموية في حملة نابوليون في روسيا. وقد هاجم خلالها 45 الف عسكري و400 مدفعية في جيش نابوليون حوالى عشرين الف جندي و300 مدفعية روسيا على خط الجبهة الذي يمتد 1,2 كلم. والغريب ان هذه المعركة التي يحييها الروس لتعزيز المشاعر الوطنية، انتصر فيها الفرنسيون الذين توجهوا بعد ذلك الى موسكو للاستيلاء عليها. الا انها تعتبر منذ وقوعها في روسيا انجازا مهما للجيش الروسي الذي قام بانسحاب تكتيكي. وانهى حلول الشتاء قبل الاوان حملة نابوليون التي تمكن الروس من طردها من اراضيهم في نهاية المطاف. وفي الواقع خسرت روسيا نصف جيشها في هذه المعركة التي انتهت بسقوط ثمانين الف قتيل. لكن جيش نابوليون تكبد خسائر كبيرة وتعتبر المعركة بداية هزيمته في روسيا. وفي اطار الاحتفالات نفسها، توجه حوالى عشرين من الفرسان الروس (القوزاق) مطلع آب/اغسطس من موسكو على خيولهم ليقطعوا 2500 كلم على خطى اجدادهم الذين لاحقوا نابوليون في 1812 بعد حملته في روسيا.