استغل سكان منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس في شمال لبنان عودة الهدوء الى المدينة لتفقد منازلهم بعد اربعة ايام من الاشتباكات اسفرت عن مقتل عشرة اشخاص واصابة نحو مئة بجروح. وقتل قبل الظهر شخص واصيب سبعة آخرون بجروح في خرق لوقف اطلاق النار الذي اعلن عصر امس، بحسب ما افاد مصدر امني. وبدأت الاشتباكات مساء الاثنين بين مجموعات سنية مناهضة للنظام السوري واخرى علوية مؤيدة للنظام، واسفرت عن مقتل عشرة اشخاص واصابة 91 آخرين بجروح بينهم 15 عنصرا من الجيش اللبناني الذي كان يتدخل للرد على مصادر النيران فيتعرض بدوره لاطلاق النار. وحذر مسؤولون لبنانيون، وبينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والامم المتحدة من امتداد النزاع السوري الى لبنان. وتوجه ميقاتي المتحدر من طرابلس اليوم الى المدينة حيث تراس اجتماعا امنيا في حضور وزير الدفاع فايز غصن ووزير الداخلية مروان شربل وفاعليات في المدينة، في محاولة لتعزيز وقف النار. وكان الجيش اللبناني عزز مواقعه في مناطق الاشتباكات، وقام بتسيير دوريات، وعمل على ازالة الدشم والمتاريس. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الجيش وضع اطارات على قذائف غير منفجرة مع اشارة بعدم الاقتراب منها حتى يقوم بتفجيرها. وعاد عدد من سكان المنطقتين لتفقد بيوتهم بعد الظهر. وقال وليد الزعبي (52 عاما) الذي يعمل موظفا في شركة صيرفة ويقيم في شارع سوريا الفاصل بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن لوكالة فرانس برس "عائلتي خرجت من المنزل قبل اربعة ايام وهي في منزل شقيقتي في طرابلس"، مضيفا انه عاد لكي يتفقد "المنزل من الاضرار التي لحقت به". واشار الى آثار طلقات الرصاص التي حطمت النوافذ واتلفت بعضا من الاثاث. وقال انه لن يعود الى منزله "خلال ايام القليلة القادمة رغم انتشار الجيش، لان الوضع لا يطمئن". واضاف "منذ العام 2008، هربنا من منزلنا 12 مرة". وكانت هاتان المنطقتان مسرحا خلال الحرب الاهلية في لبنان (1975-1990) لمعارك طاحنة. وشهدت خلال السنوات الماضية جولات عنف متكررة، لا سيما منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا قبل 17 شهرا. في شارع سوريا، اصيبت مبان باضرار بالغة، وكذلك المحال التجارية التي بقيت مقفلة الخميس. على الارض، مظاريف رصاص واسلاك كهربائية متدلية من الاعمدة. وكذلك مياه تتفجر من القساطل التي اصيبت باضرار، فيما تنتشر النفايات بشكل كثيف في الشوارع الخلفية لجهة التبانة وجبل محسن. وقالت زينب المصري (55 عاما) التي جاءت كذلك تتفقد منزلها برفقة ابنتها الصغيرة "اصيب منزلي بقذيفة صاروخية. جئت لكي احمل بعض الامتعة والاغراض والاوراق الثبوتية، وسآخذها الى منزل اقاربي حيث توجد عائلتي في منطقة عكار" في اقصى الشمال. واضافت "زوجي توفي قبل عام وعندي خمسة اولاد. قبل وفاة زوجي لم اكن اخاف. اليوم مسؤولية الاولاد كلها على عاتقي وانا خائفة من العودة".