قالت وزارة الخارجية المصرية يوم الخميس إن القاهرة طلبت من الولاياتالمتحدة إطلاق سراح مصري محتجز في معسكر الاعتقال الأمريكي في خليج جوانتانامو منذ 2001 ووجهت له تهمة دعم جماعات إرهابية في أفغانستان. وهذا هو أحدث تحرك من جانب إدارة الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي الى جماعة الإخوان المسلمين لإطلاق سراح مصريين سجنوا في الداخل أو في الخارج بسبب التطرف. وخلال حملته الانتخابية وعد مرسي بالسعي لإطلاق سراح الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون مدى الحياة في الولاياتالمتحدة لإدانته بتدبير هجمات إرهابية في نيويورك. ويعتقد محللون أن مرسي لن ينجح في ذلك. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حين سئلت عن الأمر بعد اجتماع مع مرسي في القاهرة يوم 14 يوليو تموز إن الرئيس المصري لم يناقشها في هذا الشأن. وقال شادي حامد من مركز بروكنجز الدوحة "السعي لإطلاق سراح مسجونين إسلاميين بشكل أو آخر يبدو أنه أحد الاهتمامات المبكرة لرئاسته (مرسي)". مشيرا الى أن ذلك قد يكون مدفوعا بسياسيات داخلية. وقال عمرو رشدي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن الوزير محمد كامل عمرو بعث برسالة إلى كلينتون يوم الثلاثاء طالبا إطلاق سراح طارق السواح وهو آخر مصري محتجز في جوانتانامو. وجاء في الخطاب أن السواح محتجز في جوانتانامو بدون محاكمة أو دليل على ارتكاب جريمة وأن الحكومة المصرية ستعين محاميا أمريكيا مختصا بحقوق معتقلي جوانتانامو للدفاع عنه. ونشرت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تراقب حقوق الإنسان تقريرا عام 2009 جاء فيه أن السواح اتهم بالتآمر والدعم المادي للإرهاب بزعم أنه خدم القاعدة كخبير مفرقعات. وقالت وزارة الخارجية المصرية في خطابها إن اتهام السواح بأنه ساند جماعات إرهابية في أفغانستان أسقطه الادعاء العسكري الأمريكي في مارس آذار. لكن الخطاب لم يتناول اتهامات أخرى. ونبذت جماعة الإخوان المسلمين العنف قبل عقود. وحصلت على مساندة المنظمات الإسلامية المتشددة ومن بينها الجماعة الإسلامية لتحقيق فوزها الانتخابي. وكانت الجماعة الإسلامية حملت السلاح ضد الدولة في التسعينات لكنها أعلنت هدنة عام 1997 ونشرت عام 2003 سلسلة من الكتب تضمنت نبذ العنف. وبعد إسقاط الرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير شباط عام 2011 شاركت الجماعة الإسلامية في العملية السياسية وشغلت مقاعد في البرلمان. وفي بادرة أخرى تجاه الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد الذي اغتال أعضاء فيه الرئيس أنور السادات عام 1981 أصدر مرسي في الآونة الأخيرة عفوا عن 17 من أعضاء الجماعتين المسجونين في مصر بسبب أعمال عنف خلال عهد مبارك. وأغضب ذلك النشطاء الذين دعوا للانتفاضة على مبارك والذين يريدون أن يبذل مرسي جهدا أكبر للإفراج عن نشطاء أدينوا أمام محاكم عسكرية بعد الإطاحة بمبارك. وقال سمير غطاس الذي يرأس مركزا للأبحاث "هذا انحياز سياسي واضح من الرئيس تجاه فئات خاصة من المعتقلين السياسيين." وأضاف أن هناك معتقلين سياسيين من أيام الانتفاضة لم يصدر مرسي عفوا عنهم. من شيماء فايد (إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - شارك في التغطية أيمن سمير - تحرير أحمد حسن)