ينتخب سكان اقليم ناغورني قره باخ الاذربيجاني حيث اغلبية السكان من الارمن الخميس رئيسهم مجددا في اجواء متوترة تنذر بنزاع مسلح جديد في هذه المنطقة من القوقاز. وصرحت سكرتيرة اللجنة الانتخابية المركزية رايا نزاريان لوكالة فرانس برس "كل مكاتب الاقتراع مفتوحة والانتخابات جارية". ودعي 99 الف ناخب الى صناديق الاقتراع في 273 مركزا ستغلق ابوابها في الساعة 15,00، على ان تعلن النتائج الاولية الجمعة. ويعتبر باكو سهاكيان الذي يتطلع الى ولاية ثانية من خمس سنوات، والجنرال المتقاعد فيتالي بلاسانيان ابرز المرشحين في هذه الانتخابات. وخاض الاثنان الحملة الانتخابية ببرنامج متشابه يمنح الاولوية للاعتراف الدولي والامن وتحسين ظروف الحياة في هذا الجيب المعزول والكثير الغابات. ويرى المحللون ان فوز باكو سهاكيان لا شك فيه حيث ان الزعيم المنتهية ولايته مدعوم بابرز ثلاثة احزاب ممثلة في البرلمان المحلي في العاصمة ستيبانكرت. وقال المحلل اهارون اديبكيان ان "باكو سهاكيان سيفوز من الجولة الاولى، متفوقا بفارق كبير على خصمه". وقد اعلنت ناغورني قره باخ التي الحقت باذربيجان حيث اغلبية السكان من المسلمين الناطقين بالتركية، في العهد السوفياتي، استقلالها من جانب واحد بداية التسعينيات بعد حرب اسفرت عن سقوط ثلاثين الف قتيل ونزوح مئات الاف اللاجئين ويعد هذا الاقليم 145 الف نسمة معظمهم مسيحيون. ووقع الطرفان في 1994 اتفاق وقف اطلاق النار لكن تبادل الرصاص متواصل باستمرار في هذه المنطقة التي قتل فيها عشرون جنديا منذ نهاية 2011. ولم تتوصل اذربيجان وارمينيا الى التوافق حول وضع هذه المنطقة التي لم تعترف بها اي دولة ولا حتى ارمينيا. واعتبرت باكو الانتخابات "غير شرعية" في هذه المنطقة وتقول ان ارمينيا "تحتلها". من جانبها اكدت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون في بيان الاربعاء انها لن تعترف بهذا الاقتراع ودعت الطرفين الى "تكثيف جهودهما من اجل ايجاد حل تفاوضي للنزاع" الخاضع لترويج الاعلام الدولي. وارسلت "مجموعة مينسك" المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا والتي تضم فرنساوالولاياتالمتحدة وروسيا، وتلعب دور الوسيط، مراقبين الى الاقتراع. وبداية حزيران/يونيو اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال زيارة الى القوقاز عن "قلقها الشديد" من التوتر المتزايد بين ارمينيا واذربيجان. وبعد بضعة اسابيع اعرب رؤساء الولاياتالمتحدة باراك اوباما وروسيا فلاديمير بوتين وفرنسا فرنسوا هولاند، عن خيبتهم من تعثر البحث عن حل للنزاع، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت نهاية حزيران/يونيو في لوس كابوس بالمكسيك. من جانبه دعا رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رامبوي خلال زيارة الى يرفان مطلع الشهر، باكو ويرفان الى "احترام وقف اطلاق النار بصرامة وضبط النفس على صعيد التصريحات تفاديا لتصعيد جديد". ويخشى ان يشكل استئناف النزاع خطرا على خطوط انابيب نفط استراتيجية تزود اوروبا وما قد تؤدي الى معارك في تركيا حليفة اذربيجان التقليدية التي تقيم علاقات صعبة جدا مع ارمينيا.