برأت المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة رادوفان كراديتش الزعيم السابق لصرب البوسنة من تهمة واحدة من تهمتي الإبادة الجماعية الموجهتين إليه. وقال القضاة إن الادعاء العام لم يتمكن من تقديم الأدلة الكافية لإدانة كراديتش بتهمة توجيه الأوامر إلى القوات الصربية بطرد وتعذيب سكان البوسنة من المسلمين والكُروات. لكن المحكمة قررت مواصلة النظر في تهمة الإبادة الجماعية الثانية التي تتعلق بتنفيذ مجزرة سريبرينيتشا عام 1995 التي راح ضحيتها ثمانية آلاف مسلم. وكان كراديتش أنكر التهم ال11 الموجهة إليه التي تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية. غير أن القضاة رفضوا حجته بشأن مجزرة سريبرينيتشا، باعتبار أنه يمكن الاستدلال على نية الإبادة الجماعية من الأدلة المتوافرة. وتوصلوا إلى أن العديد من حجج كراديتش بأنه لم يكن يعلم ما يجري على الأرض تتعارض مع الأدلة المتوافرة التي تتمثل في اتصالات هاتفية واجتماعات للتنسيق وتبادل الأفكار. لكنهم اتفقوا على أنه ليس هناك أدلة كافية لكي تثبت، بما لا يدع مجالا للشك، أن أبادة جماعية قد ارتكبت في أي مكان آخر غير سريبرينيتشا. ومن المقرر أن تتواصل المحاكمة في اكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث ستقدم هيئة الدفاع مرافعتها. يذكر أن كراديتش، البالغ من العمر 67 عاما اعتقل في العاصمة الصربية بلغراد في يوليو/ تموز 2008. وكان الزعيم السابق لصرب البوسنة قضى 13 عاما فارا من المحاكمة. ووصف كراديتش المحكمة الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة بأنها محكمة تابعة لحلف شمال الاطلسي تهدف الى تصفيته. كما حاول في وقت سابق الطعن في قانونية محاكمته، مدعيا أنه يتمتع بالحصانة بموجب اتفاق مع المبعوث الامريكي الى البوسنة ريتشارد هولبروك.