فيينا (رويترز) - استبعد مفاوض إيراني سابق يوم الجمعة أن تقبل إيران اقتراحا قدمته القوى العالمية بأن توقف تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى وتغلق موقعا نوويا تحت الأرض مقابل الحصول على وقود لمفاعل نووي وقطع غيار لطائرات مدنية واصفا العرض بأنه مبادلة "للألماس بالفول السوداني". وقال حسين موسويان وهو الآن باحث زائر بجامعة برينستون بالولاياتالمتحدة إنه لا يعتقد أن إيران ستقبل العرض عندما يجري الجانبان جولة جديدة من المحادثات في موسكو الأسبوع القادم. وأضاف موسويان الذي كان عضوا كبيرا في وفد إيران للمفاوضات النووية لرويترز ردا على سؤال عن النتيجة التي يتوقعها من الاجتماع الذي يعقد يومي 18 و19 يونيو حزيران "لا اتوقع الكثير." وقال في مقابلة عبر الهاتف إنه إذا لم تكن القوى الكبرى مستعدة لأن تتحرك في قضايا حساسة مثل إنهاء العقوبات المفروضة على إيران بشكل تدريجي والاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم "فإنني أخشى القول أن محادثات موسكو ستفشل أيضا." وكان مسؤولون من الاتحاد الأوروبي قالوا يوم الاثنين إن إيران وافقت على بحث اقتراح بوقف انتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب في الاجتماع المقرر في موسكو في محاولة على ما يبدو لعدم تصعيد التوتر قبل المحادثات. وجاء التطور بعد خلافات بين دبلوماسيين إيرانيين ومفاوضين غربيين استمرت لأكثر من أسبوعين بشأن الاستعدادات لجولة المحادثات المرتقبة. وقال موسويان إن إيران مستعدة بالفعل للتوصل إلى "صفقة كبيرة" في الخلاف النووي المستمر منذ عشر سنوات لكن القيود السياسية في الولاياتالمتحدة قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني وعوامل أخرى تشير إلى أن الطرف الآخر غير مستعد. وأضاف "هامش المناورة أمام الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما محدودة للغاية في عام الانتخابات" مشيرا الى محاولات خصوم أوباما الجمهوريين لتصويره على أنه متساهل مع أعداء واشنطن. وتريد القوى الكبرى من إيران في الأجل القريب التوقف عن تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة لأن هذا الإنتاج يمثل تقدما تكنولوجيا كبيرا في الطريق لإنتاج مواد تصلح لصنع أسلحة. وقدمت القوى الكبرى اقتراحا بشأن كيفية تحقيق ذلك في جولة محادثات جرت في بغداد في مايو أيار توقف طهران بموجبه الإنتاج وتغلق منشأة فوردو وهي منشأة تحت الأرض يجري فيها تخصيب اليورانيوم وشحن مخزونها من اليورانيوم المخصب خارج البلاد. وفي المقابل عرضت القوى الكبرى تزويد إيران بوقود لمفاعل أبحاث للأغراض الطبية في طهران يحتاج تشغيله إلى يورانيوم مخصب بدرجة 20 في المئة وتخفيف عقوبات مما يسمح ببيع قطع غيار طائرات مدنية لإيران. ولم يتم التوصل إلى اتفاق في بغداد لكن القوى الكبرى وإيران اتفقا على مواصلة المحادثات في موسكو. وقال موسويان معلقا على عرض القوى الكبرى "اعتقد أن هذا مبادلة للألماس يالفول السوداني." وأضاف أن إيران لديها بالفعل قضبان اليورانيوم "وعليه ليس هناك شيء كبير يقدم لإيران." وقال مركز أبحاث المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن عرض القوى الكبرى "من المقصود ألا يكون عرضا سخيا" والأرجح أن يكون عرضا مبدئيا في إطار ما يعتبرونه عملية مطولة للمفاوضات. ومع هذا قال موسويان إن إيران مستعدة لإجراءات لبناء الثقة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم لمستوى 20 بالمئة والذي بدأته في عام 2010 لكنه توسع بدرجة كبيرة منذئذ. وأضاف انه يقترح أن توافق إيران على عدم الاحتفاظ بهذا اليورانيوم في مخزونها إما بتحويله إلى وقود أو بتصديره أو تخفيض مستوى التخصيب إلى 3.5 في المئة وهو المستوى المطلوب عادة لمحطات الطاقة النووية. وقال موسويان إن هذا "سيكون أفضل ضمانة موضوعية لعدم التحول" للأغراض العسكرية. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)