واصلت القوات السورية النظامية السبت محاولاتها للسيطرة على عدد من المناطق الخارجة عن سيطرتها في حمص واللاذقية، وقصفت درعا ما اسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. ففي محافظة اللاذقية الساحلية التي قفزت على واجهة الاحداث في الايام الاخيرة، واصلت القوات النظامية لليوم الرابع قصفها ومحاولتها اقتحام منطقة الحفة، ما اسفر عن مقتل شخصين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ان حصيلة قتلى الهجوم على الحفة في الايام الاخيرة بلغت 16 مدنيا و18 منشقا و46 جنديا نظاميا. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان المعارك في الحفة اسفرت السبت عن مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية، دون أن يتمكن من تحديد حصيلة دقيقة. وقال ناشطون في اللاذقية ان عشرات سيارات الاسعاف تنقل المصابين في صفوف القوات النظامية من خطوط المواجهات الى المدينة. وبحسب عبد الرحمن فان المنشقين الذين يقاتلون في الحفة، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، يتحصنون في مواقعهم ويستحكمون في استهداف القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم. واشار الى اشتداد حدة المعارك، مضيفا "بعد اربعة ايام من العمليات العسكرية لم تتمكن القوات النظامية على ما يبدو من التقدم خطوة واحدة في الحفة". وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية. من جهة اخرى، نقل التلفزيون السوري عن مصدر رسمي لم يسمه ان "المجموعات الارهابية المسلحة" احرقت المشفى الوطني في الحفة ومديرية المنطقة، وانها "تهجر الاهالي من منازلهم وتسطو عليها وتنهبها". وبحسب المصدر فان هذه المجموعات "هاجمت مؤسسات عامة وخاصة في منطقة الحفة واحرقتها وارتكبت عمليات قتل بشعة في حق المواطنين"، مضيفا ان "الجهات المختصة" تشتبك مع هذه المجموعات "وتقتل عددا من الارهابيين وتلقي القبض على عدد آخر وما زالت تلاحق فلولهم". وفي مدينة حمص وسط البلاد، واصلت القوات النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ اشهر. وافاد المرصد بسقوط سبعة قتلى في هذه الاحياء منذ منتصف ليل الجمعة السبت. وتحدث ناشطون في تنسيقيات حمص القديمة عن احتمال وقوع "كارثة انسانية" اذا بقيت الامور على حالها، مشيرين الى عدم وجود مشاف لاستقبال الجرحى. وطالبوا المراقبين الدوليين بالتوجه الى المدينة. وتتعرض مدينة تلبيسة الخارجة هي ايضا عن سيطرة النظام لقصف الجيش الذي يشتبك منذ ايام مع المنشقين المتحصنين فيها. وتفقد القوات النظامية منذ اشهر السيطرة على مناطق عدة في حمص، لاسيما الاحياء القديمة وحي الخالدية، ومدن الرستن وتلبيسة والقصير في الريف. وفي درعا جنوب البلاد، قتل 17 شخصا على الاقل بينهم تسع نساء وثلاثة اطفال في قصف شنه ليل الجمعة السبت الجيش السوري على حي سكني في درعا كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان القصف الذي استهدف حيا سكنيا في المدينة ادى الى سقوط عشرات الجرحى اصابات عدد منهم خطيرة. واندلعت اشتباكات بين الجيش والمتمردين بعد هذا القصف وقطعت الاتصالات الخليوية في المدينة. وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة ابطع تزامنت مع اطلاق رصاص كثيف ادى الى سقوط جرحى. واشار المرصد من جهة اخرى الى العثور على جثمان رجل "موال للنظام مذبوحا قرب مدينة داعل بعدما خطفه مسلحون مجهولون". وفي حلب (شمال)، تتعرض بلدتا حيان وبيانون لقصف القوات النظامية ما اسفر عن مقتل مواطن واصابة اربعة بجراح، وسقط ثلاثة عناصر من الجيش في اشتباكات على مداخل حيان، وفقا للمرصد السوري. واسفرت اعمال العنف في سوريا الجمعة عن مقتل 68 شخصا. وتجاوز عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات 13400 شخص معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.