القدس (رويترز) - اجتمع البرلمان الاسرائيلي يوم الاثنين لحل نفسه وتحديد يوم الرابع من سبتمبر ايلول موعدا لانتخابات برلمانية مبكرة تتوقع إستطلاعات الرأي أن تبقي على بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء في الوقت الذي تواجه فيه اسرائيل طموحات ايران النووية. وعمقت الانتخابات التي تلوح في الافق الشكوك بشأن تهديدات رئيس الوزراء اليميني بمهاجمة ايران وأثارت تساؤلات بشأن ما اذا كانت فرصته لتنفيذ هذه التهديدات تضاءلت. وقال نتنياهو لحكومته في وقت سابق في تصريحات علنية "هدفي هو تشكيل ائتلاف واسع قدر الامكان لتحقيق الاستقرار وقيادة اسرائيل في مواجهة التحديات الكبيرة التي ما زالت تنتظرنا." وكان الموعد العادي للانتخابات العامة التالية يحل في اكتوبر تشرين الاول عام 2013 لكن تشريعا جديدا قد يجبر اليهود الأصوليين على الخدمة في الجيش ومناقشة الميزانية الجديدة يهددان بحل الائتلاف الحاكم الذي يضم احزابا دينية وقومية. ويؤكد الزعماء الاسرائيليون ان الحملة الانتخابية لن يكون لها تأثير على قدرتهم على اتخاذ القرار فيما يتعلق بايران بما في ذلك إمكان توجيه ضربة اسرائيلية لمنشآتها النووية. ومن شأن فوز نتنياهو قبل شهرين من الانتخابات الامريكية ان يمنحه أداة ضغط على الرئيس باراك اوباما فيما يتعلق بالقضيتين الفلسطينية والايرانية في وقت سيكون فيه الرئيس الامريكي ما زال مشغولا بحملته الانتخابية ويخشى إغضاب الناخبين الامريكيين المؤيدين لاسرائيل. وقال آري شافيت وهو كاتب في صحيفة هاارتس الاسرائيلية اليومية "خلال هذه المرحلة ستحظى الحكومة الاسرائيلية الجديدة بسلطات مطلقة بينما ستكون الادارة الامريكية عاجزة." واضاف في تحليل رددته كذلك القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي "بتقديم موعد الانتخابات يحدد نتنياهو الوقت الامثل لمهاجمة ايران: سبتمبر او اكتوبر." والعلاقة بين نتنياهو واوباما شائكة وتعرض الزعيم الاسرائيلي لضغوط من واشنطن حتى لا يقوم بعمل عسكري منفرد ضد المنشآت الايرانية التي يعتقد انها جزء من مشروع لانتاج أسلحة ذرية. وتقول ايران ان برنامجها النووي مدني فحسب. ويعتقد ان اسرائيل هي القوة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من ان قادة اسرائيل جازفوا من قبل بشن حرب عشية الانتخابات فقد تؤدي مهاجمة ايران إلى مخاطر عسكرية لم يسبق لها مثيل وستمثل تحديا للولايات المتحدة التي لا تزال تقوم بجهود دبلوماسية لحل النزاع بشأن برنامج ايران النووي. وقد يكون نتنياهو غير مستعد أيضا للمجازفة بتقدمه الكبير في استطلاعات الرأي بشن حرب محفوفة بالمخاطر ودفع الناخبين الى مخابئ الاحتماء من القصف الجوي. وقال يهودا بن مئير من معهد دراسات الامن الوطني في جامعة تل ابيب "لا يوجد عائق قانوني يمنع مهاجمة اسرائيل لايران الان لكنها اذا اقدمت على ذلك فسيتعين على الحكومة تفسير الاسباب للناس... لا أتوقع حدوث ذلك." وفيما يتعلق بموضوع ايران قال نتنياهو في مؤتمر لحزب ليكود يوم الاحد انه "لن يخفف الضغط حتى يزول الخطر حقا". ويتوقع ان يتم التصويت على حل البرلمان في وقت لاحق يوم الاثنين. وسيبقى نتنياهو وحكومته في السلطة الى ان تؤدي حكومة جديدة اليمين الدستورية. وقال معلقون سياسيون ان نتنياهو سينتهي به المطاف على الارجح بعد الانتخابات بائتلاف مماثل لذلك القائم حاليا وانه قرر تقديم الاقتراع للاستفادة من ادائه القوي في استطلاعات الرأي. وأدى نظام التمثيل النسبي الى وجود 13 مجموعة حزبية في البرلمان الحالي المكون من 120 مقعدا. وتشير استطلاعات الرأي الى تأييد قوي لقيادة نتنياهو لكنها تشير كذلك الى ان اغلب الاسرائيليين اما يعارضون شن هجوم اسرائيلي على ايران او يفضلون ألا يشن مثل هذا الهجوم إلا بموافقة أمريكية. وتنطوي مهاجمة منشآت ايران النووية على مخاطر كبيرة نظرا لأنها متناثرة في أماكن متباعدة وتتمتع بحماية كبيرة وهو ما دفع بعض المحللين الى الاعتقاد ان نتنياهو لن يستطيع التحرك الا بعد الحصول على تفويض شعبي جديد. وربط المحللون بين إلحاح الانتخابات وبين قلق اسرائيل من ان تتمكن ايران خلال اشهر من تحصين منشآتها النووية الى حد تصبح معه "منيعة" تستعصى على الهجمات الجوية. لكن تشظي الكيانات السياسية في اسرائيل حيث يقضي رئيس الوزراء عادة أسابيع في محاولة تشكيل ائتلاف يقضى ايضا على إمكانية ان يشرع نتنياهو في الهجوم عقب الانتخابات مباشرة. ويبدو شهر سبتمبر ايلول غير مناسب بوجه خاص لتشكيل ائتلاف نظرا للعطلات اليهودية الطويلة في نهايته. وقال الون بن دافيد محلل شؤون الدفاع الاسرائيلي "ستكون هناك حكومة تسيير أعمال لمدة لا تقل عن شهر ثم نكون في شهر اكتوبر وعندها تبدأ الفرصة العملية تتضاءل مع قدوم الشتاء. وأضاف انه سيتعين على الارجح تأجيل الهجوم الى اوائل عام 2013 اذا وقع من الاصل نظرا للصعوبة التكتيكية المتعلقة بالوصول الى منشآت ايران البعيدة. (اعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)