باريس (رويترز) - ينتظر فرانسوا اولوند شهر عسل قصيرا بعد انتخابه كأول رئيس يساري لفرنسا في 17 عاما فيما تنتظر الاسواق المالية مؤشرات واضحة بشأن سياساته ومدى استعداده لتبني خطط قوية لمواجهة اجراءات التقشف التي تقودها المانيا. وهزم اولوند الاشتراكي المعتدل نيكولا ساركوزي المحافظ وحصل على?51.62 ?? ?في المئة في جولة الاعادة بعد حملة طاحنة هيمن عليها نفس الغضب من الازمة الاقتصادية التي اسقطت عشرة زعماء اوروبيين منذ اواخر عام 2009 . وبينما احتفل الناخبون اليساريون المبتهجون حتى الساعات الاولى من صباح اليوم الاثنين في وسط باريس أقر اولوند بأن الاحتفالات بالنسبة له لن تدوم طويلا. وقال "يوجد كثير من البهجة والفخار لكن يوجد ايضا خشية من تحمل هذه المسؤولية في وقت عصيب للبلد ولاوروبا." وبعد ان القى كلمة الفوز في قاعدته الريفية في تول بوسط فرنسا توجه الى العاصمة باريس وخاطب عشرات الالاف من مؤيديه في ميدان الباستيل التاريخي. واستيقظ الفرنسيون على فوز اولوند وظهرت صورته مادا يديه وقد غمرت السعادة وجهه في الصفحات الاولى من الصحف الصباحية. وجاء عنوان صحيفة ليبراسيون ذات الانتماءات اليسارية "عادي!" في اشارة الى صورة الرئيس الجديد على انه رجل من الشعب. ويتوقع ان يؤدي رئيس فرنسا الجديد اليمين الدستورية يوم 15 مايو ايار. ويسافر اولوند الى برلين بعد ذلك بوقت قصير ليتحدى تركيز المانيا على سياسات التقشف ويطرح افكارا جديدة لتحفيز النمو بينما تظهر مجددا المخاوف بشأن أزمة ديون منطقة اليورو في اعقاب الانتخابات غير الحاسمة في اليونان. وقال اولوند "في كل عاصمة وراء رؤساء الدول والحكومات توجد شعوب وجدت الامل -والفضل لنا- وهم يتطلعون الينا ويريدون وضع نهاية للتقشف." ومع فوز الاحزاب المعارضة للتقشف بنحو نصف اصوات الناخبين في اليونان هبط اليورو الى ادنى مستوى في ثلاثة اشهر بينما تراجع سعر النفط والاسهم الاسيوية في التعاملات المبكرة في اسيا لان انتخابات البلدين أذكت مخاوف بشأن فصل جديد في الأزمة الاوروبية. وعاد اليسار الى ميدان الباستيل حيث رقص المحتفلون طوال الليل في عام 1981 عندما أصبح فرانسوا ميتران أول رئيس اشتراكي ينتخب انتخابا مباشرا. وبعد مرور ثلاثة عقود لوح جيل جديد من الناخبين اليساريين بالاعلام الحمراء وحمل بعضهم الورود وشعار الحزب. ويتوقع ان يضم اولوند بعض الشخصيات القديمة موضع الثقة مثل لوران فابيوس رئيس الوزراء الاسبق في عهد ميتران لكنه سيضم العديد من السياسيين والنساء صغار السن. ويشمل فريقه الاقتصادي الذي يتزعمه وزير المالية اليساري السابق ميشيل سابين رجال صناعة وسياسة ينظر اليهم على انهم اصدقاء للسوق. واعترف ساركوزي -- الذي عوقب لفشله في كبح جماح معدل البطالة الذي بلغ عشرة بالمئة واسلوبه الشخصي المتهور -- خلال 20 دقيقة من اغلاق مراكز الانتخاب يوم الاحد بالهزيمة وقال لمؤيديه انه تمنى لاولوند حظا سعيدا في مثل هذه الاوقات العصيبة. وقال ساركوزي "إنني أتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الهزيمة" مشيرا الى انه سينسحب من الساحة السياسية.