القاهرة (رويترز) - يقول أحمد شفيق المرشح للرئاسة في مصر ان لديه الخبرة العسكرية والسياسية الكافية لقيادة البلاد الى عهد ديمقراطي جديد. لكن شفيق وهو اخر رئيس وزراء للرئيس السابق حسني مبارك قسم الناخبين وأثار احتجاجات غاضبة بترشحه للرئاسة. ويرى أنصاره أن خلفيته العسكرية ضمان لقدرته على استعادة النظام بعد اضطرابات مستمرة منذ 14 شهرا. لكن خصومه يعتبرونه من "فلول" النظام القديم ويسخرون منه ويصفونه "برجل البونبون" بعدما اقترح ذات مرة توزيع حلوى على المتظاهرين المناهضين لمبارك. وبدأت حملة القائد السابق للقوات الجوية مضطربة حيث تم استبعاده في وقت سابق هذا الاسبوع بعد صدور قانون أعده منافسوه الاسلاميون وأعلن ذلك بعد أربعة ايام من وفاة زوجته متأثرة بالسرطان. الا أنه وفي تحول مفاجيء قبل مرور 48 ساعة فقط قبلت اللجنة الانتخابية طعنه وأعادته للسباق مما غذى تكهنات بأنه المرشح المفضل للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ الاطاحة بمبارك في فبراير شباط 2011 . واذا فاز في أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر فسيؤدي هذا الى استمرار تقليد قائم منذ عقود بأن رؤساء البلاد يأتون من الجيش. وكان مبارك قائدا للقوات الجوية أيضا. وقال شفيق لرويترز في مقابلة في فبراير شباط "لا يمكن أن نأتي فجأة برجل مدني لا علاقة له أو معرفة بالحياة العسكرية ليكون رئيسا وقائدا أعلى للقوات المسلحة... ." ومن المقرر اجراء الجولة الاولى للانتخابات في 23 و24 مايو ايار. وتجرى جولة الاعادة في حالة عدم فوز احد المرشحين بأكثر من 50 بالمئة في يونيو حزيران. ومن غير المتوقع حصول أي من المرشحين الثلاثة عشر بالانتخابات على أكثر من 50 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى. وتعهد المجلس العسكري بتسليم السلطة في الاول من يوليو تموز لكن محللين يتوقعون أن يحتفظ بنفوذ من وراء الكواليس لسنوات. وقال شفيق (70 عاما) في المقابلة ان بعض المدنيين ربما يكونون في عجلة من أمرهم ويعتقدون أنه "بمجرد انتخاب رئيس فانه سيتصرف بحرية بعيدا عن الجيش. هذا ليس صحيحا ولا واقعيا في رأيي أنا." ورغم أن الجيش ربما يكون أكثر ارتياحا بوجود رئيس قادم من بين صفوفه الا أن فوز شفيق يمكن ان يثير اضطرابات جديدة من جانب من تنتابهم شكوك عميقة بشأن دور الجيش ويخشون أن يكون يريد خطف الثورة الشعبية. ويرفع متظاهرون لافتات تحمل صورته مطالبين باستبعاد كبار السياسيين والمسؤولين من عهد مبارك الذين يطلقون عليهم وصف "الفلول" من الحياة السياسية. ولا يخفي شفيق علاقته الوثيقة بالجيش. وقال لرويترز ان علاقته جيدة بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة. واضاف أنه تحدث مع طنطاوي قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن خوض الانتخابات لكنه لم يكشف عما قاله له المشير. وقال دبلوماسي غربي "يريد الجيش اكتمال عملية الانتقال. يريدون الابتعاد عن الجبهة السياسية." واضاف أن الجيش يمكن ان يعود مجددا لاستعادة النظام اذا اشتعلت الشوارع مجددا. وأضاف "ليس من مصلحتهم حدوث اضطرابات على نطاق واسع." وكادت محاولة شفيق للترشح للرئاسة أن تنهار بسبب قانون أقره البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون ويمنع كبار المسؤولين من عهد مبارك ومن بينهم رؤساء الوزراء السابقين من الترشح. وتولى شفيق رئاسة الوزراء لفترة تزيد قليلا عن شهر بعدما عين في الايام الاخيرة من حكم مبارك في محاولة لتهدئة المحتجين. واستمر في رئاسة الوزراء بعد سقوط مبارك لنحو ثلاثة اسابيع. وطعن شفيق على قرار استبعاده باعتبار القانون غير دستوري وأعادت اللجنة الانتخابية ادراجه على قائمة المرشحين انتظارا لحكم قضائي بشأن دستورية القانون. وقال شفيق في مقابلة مع قناة تلفزيونية مصرية انه نظر في مؤهلات المرشحين الاخرين وفوجيء بجرأتهم على الترشح للرئاسة. والمنافسون الرئيسيون لشفيق هم محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين وعبد المنعم ابو الفتوح وهو اسلامي معتدل وعمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية الاسبق. وفي حياته العسكرية التي امتدت لاربعة عقود شارك شفيق في حروب مع اسرائيل وينسب اليه اسقاط طائرة اسرائيلية في حرب 1973. لكنه ينتقد سياسات اسرائيل. وقال شفيق انه يعترض على أفعال اسرائيل الحالية لكنه يحترم الاتفاقات السابقة. وعندما قاد القوات الجوية في 1990 سعى شفيق للحصول على أسلحة متطورة وتحديث القوات. لكن مسؤولين مصريين يقولون ان واشنطن التي تقدم مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا منذ اتفاق السلام مع اسرائيل عارضت بعض الخطط بسبب اعتراضات اسرائيلية. وعندما كان شفيق وزيرا للطيران المدني في الفترة من 2002 حتى 2011 اشتهر بالكفاءة حيث أشرف على تحديث شركة مصر للطيران وهي الشركة الحكومية وتطوير مطارات البلاد. (اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)