حثت روسيا الحكومة السورية يوم الثلاثاء على العمل "بحسم أكبر" لتنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي عنان للسلام كما دعت أيضا الدول الاجنبية الى استخدام نفوذها لدى المعارضة السورية للضغط عليها حتى توقف اطلاق النار فورا. وحرص وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد محادثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على توجيه رسالة متوازنة تضغط على الرئيس السوري بشار الاسد وبها أيضا كلمات حادة موجهة الى خصومه والى دول غربية وعربية. وقال لافروف في بيان صحفي مشترك مع المعلم "قلنا لزملائنا السوريين... اننا نعتقد ان تحركاتهم يمكن ان تكون أكثر نشاطا وحسما فيما يتعلق بالوفاء بنقاط الخطة." وأضاف "تحدثنا بصراحة شديدة عن هذا." ووفرت روسيا الحماية للاسد باستخدام حق النقض (الفيتو) مرتين ضد مشروعي قرارين لمجلس الامن يدينان حكومته بسبب اراقة الدماء التي تقول الاممالمتحدة ان القوات السورية قتلت خلالها اكثر من 9000 شخص منذ بدء الحملة ضد المحتجين في مارس اذار من عام 2011 . وتتعرض روسيا لضغوط من دول غربية وعربية لاستخدام علاقاتها مع سوريا للمساعدة في ضمان التزام الاسد بخطة عنان التي تقضي ببدء وقف اطلاق النار يوم الخميس القادم الموافق 12 من ابريل نيسان. وقال المعلم ان دمشق سحبت بالفعل بعض قواتها من المدن وان سوريا تريد ان يكون لها رأي في تشكيل الفريق الدولي الذي سيراقب تنفيذ وقف اطلاق النار. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان المعلم أبلغ لافروف أنه تم سحب بعض القوات من مدينة حمص. وقال لافروف "نطالب بالحاح زملاءنا السوريين بالوفاء الصارم بالتزاماتهم." وأضاف "من الواضح ان النجاح لن يكون ممكنا الا اذا تعامل باقي أعضاء المجتمع الدولي الذين لهم نفوذ على الاطراف السورية... مع هذه المهمة بنفس القدر من المسؤولية." وأضاف ان موسكو "لا تستطيع تجاهل الحقيقة المعروفة جيدا بأن مقترحات عنان مازالت لا تلقى قبولا من جانب العديد من جماعات المعارضة ان لم يكن غالبيتها بما في ذلك...المجلس الوطني السوري." وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان لافروف حث عنان في اتصال هاتفي بعد المحادثات مع المعلم على تكثيف الجهود لضمان التزام جماعات المعارضة السورية بخطته لوقف اطلاق النار. واضاف البيان أن لافروف "أكد بشكل خاص على أنه يجب أيضا أن تتخذ المعارضة السورية والدول الداعمة لها اجراءات عاجلة بهدف تهيئة الاجواء لاستقرار وقف اطلاق النار ودعا عنان لتكثيف عمله معهم في ذلك الاتجاه". وصرح وزير الخارجية السوري بأن دمشق تريد ضمانات من عنان بأن الجماعات المسلحة ستلتزم بوقف اطلاق النار. وقال "لن نطلب من مجموعات ارهابية مسلحة تمارس القتل والخطف واخذ الرهائن وتدمير البنى التحتية العامة والخاصة ان توافينا بضمانات. نحن نريد من عنان ان يوافينا بذلك" مضيفا ان وقف العنف "يجب ان يكون متزامنا مع وصول بعثة المراقبين الدوليين." واضاف أيضا أن عنان أبلغه خلال اتصال هاتفي مؤخرا ان وقف اطلاق النار سيعقبه نزع سلاح مقاتلي المعارضة. وتحدى لافروف الدول الغربية والعربية التي تعهدت بدعم جماعات المعارضة وطالبت الاسد بالتنحي. وقال لافروف "من الافضل للولايات المتحدة والدول الاخرى التي لها اتصال مباشر بالمعارضة الا تشير الى روسيا والصين بل ان تستخدم نفوذها... لاجبار الجميع على التوقف عن اطلاق النار على بعضهم." وأضاف "نريد ان ندعو مجددا اليوم كل (جماعات) المعارضة وكل الدول التي لها نفوذ على المعارضة وخاصة المعارضة المسلحة ان تستخدم نفوذها بهدف التزام كل الاطراف بوقف اطلاق النار فورا." وقال لافروف ان المعلم أبلغه ان الحكومة السورية بدأت تنفيذ متطلبات متعلقة "باستخدام المدفعية والاسلحة الثقيلة" في المدن والبلدات السورية. وأعلن ان روسيا وافقت على طلب الاممالمتحدة بالمساهمة بمراقبين لوقف اطلاق النار. (اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي) من ناستاسيا استراشيوسكايا وتوماس جروف