ابو ظبى - بدأت شركتا الدار وصروح، أكبر شركتي عقارات مدرجتين في سوق أبوظبي للأوراق المالية، محادثات رسمية في شأن إيجاد فرصة للاندماج، وذلك حسب بيان صحافي مشترك نشر على الموقع الإلكتروني للسوق. وقالت الشركتان إنه سيتم تشكيل فريق عمل لدراسة الاندماج من جميع الجوانب القانونية والتجارية، لكي يقوم برفع توصياته إلى الإدارة العليا لكلتا الشركتين، وذلك خلال الأشهر ال3 المقبلة وبالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية بهذا الأمر، علماً بأن هذا الأمر سيخضع للدراسة والمراجعة والتحليل والتقييم من قبل الشركتين ومستشاريهما، بحيث يتم إعطاء التوصية لمجلس الإدارة في الشركتين باعتماد موضوع الاندماج من عدمه، وتحديد طريقته في حال تقرر ذلك. من جانبه، قال محمد المبارك، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الدار العقارية، إن دراسة الدمج التي سيتم إجراؤها هي التي ستحدد إمكانية الاندماج، حيث لن يتم اتخاذ القرار إلا بعد التأكد من فوائده على الشركة والمساهمين. وأكد أبوبكر صديق الخوري، العضو المنتدب في شركة صروح العقارية في تصريحات للصحافيين على هامش الجمعية العمومية للشركة في أبوظبي، ترحيبه بالدمج بين الشركتين، موضحاً أن الشركة بدأت بالفعل محادثات الاندماج، وسيتم تشكيل لجان عمل خلال الأيام القليلة المقبلة لدراسة آلياته. وأضاف الخوري سننتظر ما ستسفر عنه تقارير لجان العمل، وسنخطر مساهمينا بتطورات عملية الدمج، موضحاً أن وضع الشركة المالي يعتبر قوياً. وأقرت الجمعية العمومية لشركة صروح في جلستها أمس، توزيع أرباح بنسبة 5 بالمئة على مساهميها، وخفض أعضاء مجلس إدارتها من 8 إلى 7 أعضاء. من ناحيته، أكد زياد دباس، محلل مالي، أن الهدف من وراء دمج شركتي «الدار» و«صروح» هو خلق كيان عقاري يكون له دور الريادة في المرحلة المقبلة، خصوصاً للمساهمة في تنفيذ رؤية أبوظبي 2030، موضحاً أن الشركتين في مرحلة دراسة توحيد الجهود واختيار الكفاءات والتكاليف، إضافة إلى إعادة جدولة الديون. وأشار إلى أن حكومة أبوظبي هي العميل الرئيس لمشاريع الشركتين، مبيناً أنها دائماً تحرص على رعاية حقوق مساهميها، وتحافظ عليها. وأضاف لابد من وجود جهات محايدة لتقييم أصول الشركتين، لأن مديونية شركة (الدار) أكبر من شركة (صروح)، وبناء عليه سيتحدد سعر السهم لكلتا الشركتين، موضحاً أنه في الوقت الحالي يعتبر سعر السهم في الشركتين المدرجتين في السوق متقارباً. وتوقع دباس أن تستمر عملية دراسة أوضاع الشركتين لمدة تقارب بين 3 إلى 6 أشهر لدراسة أوضاع كل شركة على حدة، ولكن يشترط في البداية أن يجمع أغلبية المساهمين من الشركتين على الاندماج. وبسؤاله عن تأثير الاندماج في حال إتمامه على أسواق المال، أوضح دباس أن ذلك الاندماج سيعزز أداء سوق أبوظبي لأنه سيحد من تنقل المستثمرين بين سهم «الدار» تارة، و«صروح» تارة أخرى، خصوصاً مع تقارب سعر السهمين في السوق حالياً. وأوضح دباس أن أبوظبي لديها مشاريع عقارية ضخمة ستنفذها في المرحلة المقبلة، وفي حال توافر الظروف الملائمة للشركة الجديدة، سيكتب لها الريادة قبل أن توجد. من ناحيته، قال وليد الخطيب، مدير عام شركة «ضمان للأوراق المالية»، «إن خبر الاندماج بين هاتين الشركتين العملاقتين يعتبر عزماً على خلق كيان عقاري هو الأضخم من نوعه في البلاد. وعلى صعيد الأثر على المنافسة، أكد الخطيب أن الاندماج سيحول الشركة إلى منافس إقليمي وليس داخلي فقط، فضلاً عن أن الاندماج بين الشركتين سيلغي تماماً الشائعات التي تم تداولها من قبل بشأن إلغاء إدراج الدار من سوق أبوظبي. وأوضح الخطيب أن الاندماج بين الشركتين ربما يخدم شركة الدار أكثر من صروح، نظراً لأن المديونية الكبيرة التي تعاني منها الأولى أكبر، بينما نجد أن حجم مديونية «صروح» أقل، وهو ما يعني أن مساهمي صروح ربما يكونون أقل استفادة، إلا أنه من المؤكد أن اللجان المختصة القائمة على أمر الاندماج ستعمل على التقييم العادل لأصول الشركتين بما يحقق مصالح المساهمين جميعاً. وتوقع الخطيب أن يشهد السوق زخماً على المدى القصير، كما سيتعاطى المستثمرون جميعاً إيجاباً مع النبأ على أساس أن الحكومة باتت قائمة على أمر السوق بنفسها، وهو ما سيزيد التداولات، ويمنح المستثمرين الثقة الشرائية. من جانبه، قال سامر الجاعوني، مدير عام شركة الشرق الأوسط للوساطة المالية، إن الخبر يعتبر مفاجأة جيدة ستنعش الأسواق المحلية في دبيوأبوظبي»، مؤكداً أن الأسواق ستتفاعل إيجاباً مع خبر الاندماج، خاصة أن المفاوضات ستستمر على مدار الأشهر ال3 المقبلة، وهو ما يعني أن ترقب انتهاء عمليات التقييم سيتخلله مضاربات ومخاطرة شرائية من قبل المستثمرين. وأشار الجاعوني إلى أن الاندماج سيفيد الشركة حتماً، حيث سيمكنها إنتاج هذا الكيان الضخم من الاستفادة بما يسمى اقتصادات الحجم الكبير، فضلاً عن قدرتها على الفوز بمشاريع كبرى تعظم من أرباحها. من جانبه، توقع خلدون جرادات، مدير تداول بشركة بيت الوساطة المالية، أن ترتفع الأسواق على وقع نبأ الاندماج بشكل كبير، ما يلهب التداولات على أسهم الشركتين، كما سيعمل هذا على تعظيم ثقة المستثمر في السوق. وأضاف إن المستثمر سيبدأ بالقطع في الاحتفاظ بالسهم سواء (الدار) أو (صروح)، كما سيفكر في مستقبل هذا الكيان العملاق المقبل، وهو الأمر الذي سيزيد من طالبي شراء السهم بشكل سترتفع على أثره المؤشرات بشكل جيد. وتوقع جرادات أن يستهدف كلا السهمين مستوى 1.30 درهم مبدئياً، حيث أغلق السهمان أمس بالمصادفة عند مستوى 1.24 درهم، كما ارتفعا بنسبة واحدة بالمصادفة أيضاً، بنسبة 7.96 بالمئة. وأوضح أن الاندماج سيكون صحياً للسوق المالي من جهة، ومن جهة أخرى سيكون صحياً على مستوى السوق العقاري الذي سيشهد ميلاد كيان ضخم.