بغداد (رويترز) - انفجرت أربع سيارات ملغومة في أحياء شيعية ببغداد يوم الثلاثاء الأمر الذي أدى الى مقتل 14 شخصا وإصابة 75 فيما يسلط الضوء على أزمة سياسية تهدد بتجدد الصراع الطائفي في العراق. وأصاب الانفجار الاول مجموعة من عمال المياومة المتجمعين في انتظار الحصول على فرصة عمل تاركا المكان في حالة من الفوضى حيث تناثرت الأحذية والأطعمة وبرك الدماء. وقالت الشرطة ومصادر طبية ان الانفجار قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصاب 24 آخرين. وقال احمد علي وهو عامل عمره 40 عاما اصيب بحروق في وجهه ورأسه في الانفجار "كنا جميعا نقف في انتظار رزقنا وفجأة شعرنا وكأن عاصفة سوداء هبت وشعرت بنفسي ملقى على الارض." وقال وهو راقد على سرير في غرفة الطوارئ في مستشفى الامام علي بمدينة الصدر "أغشي علي بعض الوقت ثم أفقت وأسرعت الى احدى السيارات لتأخذني الى المستشفى." وقالت المصادر ان الانفجار الثاني وقع بالقرب من ساحة بمدينة الصدر وقتل فيه ثلاثة أشخاص وأصيب 26 آخرون. وأضافت المصادر ان سيارتين ملغومتين اخريين انفجرتا في منطقتين غالبية سكانهما من الشيعة في شمال غرب بغداد الامر الذي ادى الى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 25 بجروح. وانفجرت احداهما قرب مدرستين في حي الشعلة بينما انفجرت الثانية في شارع تجاري مزدحم في حي الحرية. وتراجع العنف في العراق عموما الى حد بعيد بعد ان بلغ العنف الطائفي ذروته في 2006-2007 لكن المسلحين والميليشيات ما زالوا ينفذون يوميا هجمات وحوادث اغتيال في محاولة لتقويض الحكومة. وتعرض العراق لسلسلة تفجيرات تستهدف الشيعة خلال الازمة السياسية التي تهدد بتفكيك الحكومة الائتلافية الهشة وأثارت مخاوف بخصوص امكان تجدد العنف الطائفي بعد اكتمال انسحاب القوات الامريكية في 18 ديسمبر كانون الاول. وأصدرت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي أمر اعتقال لنائب الرئيس السني طارق الهاشمي بتهمة ادارة فريق اغتيال ثم سعت الى تهميش نائب سني لرئيس الوزراء بعد ان وصف المالكي بأنه دكتاتور. ونفى الهاشمي الاتهامات ولجأ الى اقليم كردستان العراق شبه المستقل حيث من المستبعد ان يتعرض للاعتقال. وأعلنت كتلة العراقية المدعومة من السنة مقاطعة البرلمان وغاب عدة وزراء من العراقية عن اجتماعات الحكومة احتجاجا. وحضر اخرون فيما يبرز وجود انقسامات في الكتلة. وبدأت الكتل السياسية محادثات في الاسبوع الماضي في محاولة لتنظيم مؤتمر وطني لحل خلافاتها. وقتلت سلسلة تفجيرات في المناطق الشيعية في العاصمة يوم 22 ديسمبر كانون الاول 72 شخصا على الاقل واصابت 200 آخرين. وقتل عشرات آخرون في هجمات استهدفت زوارا شيعة هذا الشهر.