بيروت (رويترز) - قالت المعارضة ان منشقين عن الجيش السوري أسروا عشرات من أفراد قوات الأمن بعد أن سيطروا على نقطتي تفتيش عسكريتين بمحافظة ادلب الشمالية يوم الاثنين في الوقت الذي صرح فيه الامين العام للجامعة العربية بأن بعثة المراقبة التابعة للجامعة تحقق تقدما. وقالت المعارضة ان المنشقين اشتبكوا أيضا مع قوات الامن عند نقطة تفتيش ثالثة مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد غير معروف من الجنود المواليين للرئيس بشار الاسد. ويسعى الاسد جاهدا لسحق الانتفاضة الشعبية وتفادي مصير زعماء أطاحت بهم انتفاضات "الربيع العربي". وبعد عشرة أشهر استمر فيها العنف الذي قالت الاممالمتحدة انه أودى بحياة ما يزيد على خمسة الاف شخص قضت بعثة المراقبين العرب الاسبوع الاخير في تقييم مدى التزام الاسد بالمبادرة العربية. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريحات تتسم ببعض التفاؤل ان الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويرابط على مشارف المدن لكن اطلاق النار مستمر وما زال القناصة يمثلون خطرا. وقال العربي "نعم هناك اطلاق نار..اخر تقرير تليفوني ..هناك اطلاق نار..اطلاق نار من اماكن مختلفة بحيث من الصعب القول من اطلق النار على من." وتابع "قناصة نعم هناك قناصة ونرجو أن تختفي هذه المظاهر كلها." وطالب العربي الحكومة السورية بالالتزام الكامل بما وعدت به. وتدعو مبادرة الجامعة العربية الاسد الى سحب القوات والدبابات من الشوارع والافراج عن المعتقلين واجراء حوار مع المعارضة. وقال العربي ان المراقبين تمكنوا من الافراج عن 3484 سجينا ونجحوا في ادخال مواد غذائية الى مدينة حمص وهي أحد مراكز العنف مضيفا "اعطوا بعثة المراقبين الفرصة ليثبتوا وجودهم على الارض." لكن كثيرين من نشطاء المعارضة السورية يشككون في ان تتمكن البعثة من ممارسة ضغوط حقيقية على الاسد لوقف العنف. وجاءت أنباء الهجمات على نقاط التفتيش العسكرية بعد ثلاثة ايام من تصريح جيش سوريا الحر المناهض للحكومة بأنه أمر مقاتليه بوقف العمليات الهجومية في انتظار اجتماع مع مندوبي الجامعة العربية. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان عملية يوم الاثنين وقعت في جبل الزاوية في ادلب. ولم يتضح على الفور عدد من قتلوا أو أسروا على ايدي الجنود المنشقين. ومن ناحية أخرى قال المرصد ان شخصين قتلا رميا بالرصاص يوم الاثنين في حمص وان جثة آخرين سُلمت الى أسرتيهما. وأضاف قوات الامن قتلت مزارعا في دوما على الاطراف الشمالية الشرقيةلدمشق أثناء قيامها بمداهمات بحثا عن اشخاص مشتبه بهم تريد السلطات اعتقالهم. وقال كنعان الشامي عضو هيئة تنسيق الثورة السورية متحدثا من دمشق ان الناس يقدمون على مخاطرة كبيرة بالتجمع في المدن التي يتوقع ان يزورها المراقبون العرب على أمل أن يتمكنوا من الحديث معهم. واضاف ان الناس في الدرعية كانوا يتوقعون وصول المراقبين الى البلدة يوم الاحد في بداية العام الميلادي الجديد وتوجه الالاف الى الميدان الرئيسي ورفعوا علم الاستقلال على سارية والتفوا حوله. وتابع ان قوات الامن اطلقت النار عليهم وقتلت اثنين من المحتجين. وقال الشامي ان الناس يحاولون ان يظهروا للمراقبين مدى القمع الذي يتعرضون له ويخاطرون بحياتهم لمقابلتهم لان الامن يحيط بالمراقبين أينما ذهبوا مضيفا ان المخاطرة تتضمن امكان تعرضهم للاعتقال والضرب أو القتل فضلا عن سهولة اتهامهم بالخيانة والاتصال بقوى أجنبية. لكن عصام اسحق وهو عضو كبير في المجلس الوطني السوري المعارض قال انه ينبغي منح المراقبين فرصة مضيفا ان وجودهم يساعد في هدم حاجز الخوف ويشجع على توسع الاحتجاجات. وتمنع الحكومة السورية معظم الصحفيين الدوليين من العمل في البلاد ومن ثم يصعب التحقق بشكل مستقل من الانباء الواردة من هناك. وينحي الاسد باللائمة في الاضطرابات على اسلاميين مسلحين مدعومين من الخارج يقول المسؤولون انهم قتلوا 2000 من افراد قوات الامن. وذكرت وكالة الانباء العربية السورية (سانا) الرسمية ان عاملة في مدرسة في مدينة حماة قتلت على ايدي مسلحين خطفوها قبل ثلاثة ايام بعد ان رفض زوجها الذي يعمل في المدرسة نفسها طلبهم أن يترك وظيفته. وقالت الوكالة ايضا ان صحفيا يعمل في الاذاعة الرسمية توفي يوم الاثنين متأثرا بجروح أُصيب بها عندما اطلق مسلحون النار عليه قبل عدة ايام في الدرعية في ريف دمشق. (شارك في التغطية خالد يعقوب عويس في عمان)