المتحف الجديد الذي افتتح في مدينة مانهايم هو فرع جديد لمجموعة متاحف Reiss-Engelhorn الفنية الشهيرة في المدينة. والجديد في هذا المتحف هو أنه "ليس معرضا للموسيقى ولا للآلات الموسيقية" كما يؤكد منظم المعرض تيلينباخ، إنما الذي يقدمه هو ألحان مرافقة للموسيقى. كيف يهتدي الزائر؟ عند مدخل المتحف يسلم الزائر مرشدا صوتيا، ثم يضع السماعة فوق أذنيه، وعندما يقف أمام آلة معينة مثل إحدى آلات النفخ من أمريكا الوسطى التي تعود إلى 3000 عام، يسمع فجأة كيف كانت هذه الآلة تصدح وتخرج الألحان، أو كيف هو صوت آلة فيولا الحب الوترية، التي يقال إن الموسيقار موزار كان ينصت إليها خلال زيارته لبلاط أمراء مانهايم. كل الآلات المائتين التي جمعت من ثلاثة قرون من الزمان، قام بتجهيزها للمعرض علماء متخصصون بالآثار الموسيقية. وهناك نصوص سماعية قصيرة ممزوجة بأنغام من الكلاسيك والموسيقى الشعبية والبوب والروك. وبهذا الأسلوب يتم سرد تاريخ العلاقة بين الموسيقى والإنسان. موسيقى البلاط تمتزج مع موسيقى الفقراء في نيويورك عند مدخل المتحف ينتصب تمثال كتب تحته "إله الموسيقى" وتضيء فوق الجدار عبارة "من يعرف سر الأنغام يعرف سر الكون". وينقسم المعرض إلى أربعة أقسام؛ الموسيقى كأداة للتواصل، و كعنصر مشجع على الألفة والاجتماع، وكمحفز على الحركة، وكوسيلة للتحول. ويجمع معرض "عوالم الموسيقى" بين مختلف الثقافات ومختلف الحقب. فعلى سبيل المثال توضع الألحان التي كانت تعزف في بلاط أمراء مانهايم مقابل موسيقى من هذا المقام من اليابان وإفريقيا، ثم تمزج الإيقاعات الحالمة بإيقاعات على الطبلة وبالموسيقى التي تعزف اليوم في أحياء نيويورك الفقيرة. ومن عناصر التشويق والتجديد التي يعتمدها متحف "عوالم الموسيقى" منح الزائر الفرصة للتعرف على إمكانيات المزج بين الموسيقى القديمة والحديثة، فعندما يقف مثلا أمام جرس قديم، لا يسمع فقط رنينه الأصلي، إنما يسمعه ممزوجا بألحان من تأليف الموسيقار هايدن، كما يسمع أنغام الناي الآسيوي ممزوجة بألحان من تأليف موسيقيين فرنسيين كبار. وبعد مسيرة بين الحقب الموسيقية والأقسام الأساسية للمعرض، يحط الزائر رحاله أخيرا في الجزء المخصص للموسيقى المعاصرة ويدخل استوديو تسجيلات صوتية لعازف غيتار حديث، وهناك يستطيع أن يقوم بنفسه بتركيب الألحان وأن يرقص عليها إن أراد. مؤسسة المتحف هي السيدة إيلين باسرمان، التي تنحدر من أسرة عريقة في مانهايم. إنها السيدة المولعة بالموسيقى وقامت بتدريس هذا الفن حتى سن متقدمة. وكلف المشروع 13 مليون يورو. وبهذا المتحف تخلد باسرمان ذكرى أسرتها العريقة وولعها الشديد بالموسيقى. ويستمر معرض "عوالم الموسيقى" حتى سبتمبر 2012 ثم يصبح جزءا من المتحف الدائم للفن والموسيقى في مدينة مانهايم. أناستازيا بوتسكو/ منى صالح