ألغى الرئيس الافغاني حامد كرزاي يوم الاحد مهلة حددها بحلول مارس اذار 2012 لانهاء عمل شركات الامن الخاصة وأمهلهم حتى سبتمبر ايلول 2013 للعمل داخل البلاد. وكان كرزاي الذي كثيرا ما انتقد شركات الامن الخاصة قد حدد في السابق اكثر من مهلة لإنهاء عمل هذه الشركات في أفغانستان ولكن المهلة كان يتم تمديدها في كل مرة. ولم يذكر كرزاي السبب في منح الشركات 18 شهرا إضافيا لكن النصف الثاني من هذا العام شهد بعضا من أكثر الهجمات دموية على المدنيين والجنود خلال السنوات العشرة المنصرمة. وقال كرزاي "نسمح لهم (بمواصلة العمل) لمدة اخرى تبلغ عاما ونصف العام. وبعد عام ونصف العام سيقوم وزراؤنا (في سبتمبر 2013 )... باغلاقها جميعا." وقال كرزاي الذي كان يتحدث في مؤتمر بالعاصمة كابول حول مكافحة الفساد ان انتشار المتعاقدين الامنيين اضعف الدولة من خلال تقديم الكثير من الخدمات التي كان سيقدمها القطاع العام. وقال "سبب اخر يجعل الحكومة الافغانية غير قادرة على معالجة قضية الفساد هو وجود ادارة موازية للحكومة الافغانية." وأضاف "شركات الامن الخاصة تمثل العائق الاكبر امام انفاذ القانون وتطوير عمل وزارة الداخلية والشرطة." وفي اغسطس اب 2010 قال كرزاي انه يريد اغلاق شركات الامن الخاصة بحلول نهاية ذلك العام باستثناء الشركات التي يقوم افرادها بالحراسة داخل مجمعات تستخدمها سفارات اجنبية ومؤسسات دولية ومنظمات الاغاثة والمنظمات الخيرية. ومدت المهلة بعد ذلك حتى مارس اذار 2012. وقال مصدر امني أفغاني ان حكومة كرزاي حاولت في عام 2009 تسجيل الشركات ومعرفة كمية الاسلحة التي بحوزتها ومصدر هذه الاسلحة والقيمة المالية لهذه الصناعة بيد ان هذه المحاولة باءت بالفشل. وتقوم القوات الاجنبية في أفغانستان بنقل المسؤولية عن الامن في البلاد الى الجيش والشرطة الافغانية وسوف تغادر معظم القوات الاجنبية المقاتلة والبالغ قوامها حاليا اكثر من 100 الف جندي أفغانستان بحلول نهاية 2014. ورغم ان كرزاي والقوى الدولية الداعمة له يريدون ان تتولى القوات الافغانية المسؤولية الامنية الا أن أفغانستان تقول انها لن تكون قادرة على تجهيز قوات الجيش والشرطة التي تحتاجها بعد عام 2014 بدون مساعدة دولية. وحتى في ظل وجود القوات الغربية في أفغانستان فان العنف وصل الى اعلى مستوياته منذ الغزو الامريكي لافغانستان عام 2001 واذكت الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي على احتفالات للمسلمين الشيعة المخاوف من حدوث صراع طائفي فضلا عن التمرد الذي تقوده حركة طالبان. وقال كرزاي ايضا ان التفجيرات التي استهدفت احتفالات للشيعة يوم الثلاثاء الماضي اسفرت عن مقتل 80 شخصا وهو اعلى بكثير من العدد الذي اعلن في السابق مما يجعل يوم الثلاثاء واحدا من اكثر الايام دموية بالنسبة للمدنيين خلال عشرة أعوام.