قال كمال الجندوبي رئيس الهيئة المستقلة العليا للانتخابات مساء الاحد ان هذا اليوم الذي شهد اول انتخابات حرة في تاريخ تونس "هو يوم رائع" و"يوم احتفال بالثورة" التونسية . واضاف في تصريحات للتلفزيون التونسي ان التونسيين لم يجدوا الوقت للاحتفال بثورتهم التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير الماضي بنظام زين العابدين بن علي، وان انتخابات المجلس التاسيسي اليوم تمثل "يوم احتفال بالثورة ومناسبة لتذكر شهداء الثورة في تونس التي مكنتنا من صنع الديمقراطية". وتابع وهي ايضا "مناسبة لتذكر كل من ضحى من اجل تونس حرة وعذب وسجن وشرد لتعيش تونس هذا اليوم" الذي وصفه بانه "يوم رائع من كل الجوانب فاقت نتائجه كل ما توقعناه". وقد اقبل التونسيون بكثافة وبهدوء وتأثر الاحد على مراكز التصويت في اول انتخابات حرة في تاريخ البلاد لاختيار اعضاء مجلس وطني تاسيسي تعود به الشرعية لمؤسسات الدولة وتتمثل مهمته الاساسية في وضع دستور "الجمهورية الثانية" في تونس المستقلة. واشار رئيس الهيئة التي تشرف على كامل العملية الانتخابية الى "بعض الخروقات والصعوبات" مؤكدا انها "عموما لم تمس من العملية الانتخابية كما ان تاثيرها على النتائج ضعيف جدا". وكان الجندوبي قال في مؤتمر صحافي في وقت سابق الاحد "سنحاول جمع النتائج اعتبارا من الاثنين لكن النتائج الرسمية سيتم الاعلان عنها بعد ظهر يوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي". وقال مصدر في الهيئة ان التقديرات تشير الى نسبة مشاركة عالية جدا في الاقتراع بين الناخبين الذين سجلوا طوعيا في اللوائح الانتخابية (اكثر من اربعة ملايين) ونسبة مشاركة معقولة بين البقية (ثلاثة ملايين) ما من شانه ان يعطي نسبة مشاركة عامة جيدة. وهنأ الرئيس الاميركي باراك اوباما "ملايين التونسيين" الذين اقبلوا بكثافة الاحد على اول انتخابات حرة في هذا البلد الذي "غير مجرى التاريخ واطلق الربيع العربي". وقال اليخندرو توليدو رئيس البيرو السابق وممثل المرصد الدولي للمعهد الديمقراطي للشؤون الدولية "من وجهة نظري لدينا فائز ، انها الديمقراطية". واضاف "انا متاكد من حصول بعض الاخلالات الطبيعية جدا في هذه الانتخابات التي كانت مع ذلك جيدة جدا. الناس كانوا صبورين واصطفوا في الطوابير، لم تكن هناك اي مشكلة. هذه احتفالية هامة جدا لباقي البلدان العربية". ومن الرهانات الاساسية في هذه الانتخابات النسبة التي سيحصل عليها حزب النهضة الاسلامي والمقربون منه وابرز قوى الوسط واليسار وهو ما سيحدد موازين القوى في المجلس التاسيسي وخريطة التحالفات فيه وبالتالي مستقبل السلطة والمعارضة في تونس. كما تشكل نسبة المشاركة في الانتخابات احد رهانات هذا الاقتراع في بلد اعتاد منذ استقلاله في 1956 على انتخابات معروفة النتائج سلفا كانت تنظمها وزارة الداخلية.