نعم , لا توجد منطقة وسطى سيادة الرئيس , خطابك الأخير إزاء الأزمة الراهنة إنما ينم عن عبقرية فريدة أو غباء سياسي فريد أيضا .. فإذا كنت قلت ماقلته وتمسكت من خلاله بإعلانك الدستوري في معظم بنوده وموعد الاستفتاء على الدستور ,وتجاهل كل الأبواق الناعقة والرافضة والإعلام المكثف ضدك وضد إخوانك ,إذا كنت فعلت ذلك عن إدراك لحجم المشكلة ومدى قدرة المعارضة على الحشد , ويعكس ثقتك في الجيش والشرطة والحرس الجمهوري أنهم لن يخذلوك وسيقفون معك ويساندوك , فأنت عبقري حقا
إذا كنت ما قلته يعكس رؤيتك الواضحة للمستقبل وسيطرتك على مقاليد الحكم وقادر على الاستغناء عن هؤلاء القضاة الذين اعلنوا مقاطعتهم للإشراف على الاستفتاء فأنت عبقري حقا
,,, إن مافعلته وما قلته وما انتويت عليه إذا كان مثلما فعل السادات في إسكات أبواق المعارضة واعتقالهم حتى يتمم اتفاق السلام مع إسرائيل واستعادة سيناء كاملة , ثم الإفراج عنهم , لنكتشف بعد سنوات وسنوات أنه كان قرارا حكيما باعتراف كثير من معارضيه أنفسهم , بل وبعض من قتلوه بذلك .... فأنت عبقريا حقا إذا كنت قلت ماقلته نتيجة بعد نظر ونظرة ثاقبة سابرة لأغوار المستقبل المجهول ,,فأنت عبقري حقا......
أما إذا كان ما قلته مجرد عناد وتحد سافر لكثير من الشعب الثائر الرافض لقراراتك ومواقفك الأخيرة فهو الغباء السياسي بعينه . إذا كنت غير واثق من مساندة الجيش لك ومن قوة تحمل الشرطة لموجات من الغضب العارم الذي يمكن أن يهلك الزرع والضرع ,فهو الغباء السياسي بعينه إذا لم تكن سيادة الرئيس على ثقة فيمن بقي لديك من مستشارين ومساعدين وحكومة ولا تضمن أن تتوالى الاستقالات من هنا وهناك وإعلان المواقف الجماعية للوقوف ضدك وفقد مزيد من الأنصار الداعمين المحترمين لك , فإن ما فعلته همة ذروة الغباء السياسي إن من يحكم عليك بالعبقرية الفذة أو قمة الغباء السياسي هوالساعات و الايام القليلة القادمة