** متفائلة ** بدأ يحدثني بكلام تفوح منه رائحة اليأس والتشاؤم ؛ قال: أين أيام زمان عندما كان الناس يحب بعضهم بعضا وينقذ بعضهم بعضا ويساعد بعضهم بعضا!؟ أين الزمن الجميل الذي كان الجميع يتزاورون ويتواصلون بشوق ومحبة ؟ نرى الواحد منا في هذه الأيام لا يهتم إلا بنفسه ولا يحرص إلا على مصلحته ولو كلفه ذلك أن يسلك طريقا غير مشروع ، أو التجأ إلى أساليب ملتوية مضللة سواء كانت غشا أو نفاقا أو كذبا أو تسلقا أو ظلما أو إيذاء وضاع الخير وتلاشت الرحمة وانحدرت الأخلاق في صحراء يسودها الظلم والجهل والفساد وغيبة الضمير والانتهازية ، وغياب الالتزام بالقانون ، وانعدام الديمقراطية؛ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ " صدق الله العظيم. لقد أصبح الكذب والنفاق وانعدام الضمير والمبادئ وإتقان المراوغة السياسية في عصرنا خاصة في مجتمعاتنا العربية التي يظهر سياسيوها بألف وجه ويلعبون على أكثر من حبل همهم الوحيد مصلحتهم الشخصية والاستمرار في الزعامة المزيفة وإن كلفهم ذلك الاتجار في مصير السواد الأعظم من البسطاء والفقراء والضعفاء. ومع ذلك فالخير وإن قل لا ينعدم والمروءة وإن خمدت في كثير من النفوس لا تنطفئ والتعاون وإن انحسر بين الناس لا يزول ؛ ومهما كان الإنسان شريرا يظل في داخله قدر من الخير ؛ فلسنا وحوشا ولكننا نملك ضمائر وأحاسيس ؛ ولكن ما يحدث أن الإنسان في الظروف الصعبة تضعف أخلاقياته نتيجة لبطش الظالمين ، وظلم المستبدين وتسلط المتسلطين الذين لا يريدون أن يعيش أحد بكرامة إلا أنفسهم وإني على يقين أن الخير سيظل موجودا بين الناس إلى يوم القيامة كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم سمعني صديقي حتى النهاية مندهشا من التفاؤل الذي يغمر روحي ، ومعنوياتي العالية على العمل والإنتاج ، فشكرني وانصرف وقد لمع بريق من الأمل والتفاؤل في عينيه فبدون الأمل لن يتحقق الحلم ، وبدون الثقة لن ينتصر الخير وعلينا أن نتمسك بالأمل ونثق في رحمة الله وعدله وأن يجاهد كل منا نوازع الشر داخله عملا بقوله تعالى: span style="\"font-size:15.0pt;" font-family:"simplified="" arabic","serif";mso-ascii-font-family:"times="" new="" roman";="" mso-hansi-font-family:"times="" roman"\"="" lang="\"AR-EG\""" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ "/span/bspan style="\"font-size:15.0pt;font-family:"Simplified" arabic","serif";="" mso-ascii-font-family:"times="" new="" roman";mso-hansi-font-family:"times="" roman"\"="" lang="\"AR-EG\"" /spanbspan style="\"font-size:14.0pt;font-family:"Simplified" arabic","serif";="" mso-ascii-font-family:"times="" new="" roman";mso-hansi-font-family:"times="" roman"\"="" lang="\"AR-EG\""صدق الله العظيم/span/b/span/p p class="\"MsoNormal\"" dir="\"RTL\"" style="\"text-align:left\"" align="\"right\"" bspan dir="\"LTR\"" style="\"font-size:16.0pt;mso-bidi-font-family:"Simplified" arabic"\"="" /span/b/p p bspan style="\"font-size:16.0pt;font-family:"Simplified" arabic","serif";="" mso-ascii-font-family:"times="" new="" roman";mso-hansi-font-family:"times="" roman"\"="" lang="\"AR-EG\"" هيام محي الدين/span/b/p p class="\"MsoNormal\"" dir="\"RTL\"" span dir="\"LTR\"" /span/p p class="\"MsoNormal\"" dir="\"RTL\"" span dir="\"LTR\"" /span/p p/p