أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس عن قلقها العميق اليوم إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير من جراء الصراع الدائر حاليا في جنوب السودان. وحذرت فاليري آموس من تداعيات استمرار الصراع الحالي على حياة الملايين من مدنيين في جنوب السودان، وقالت إنه على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا ، تتعرض حاليا حياة الملايين من الناس إلى أخطار محدقة بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية وانتشار الأمراض. وقالت في بيان أصدرته الجمعة " لقد قمت بزيارة مدينة ملكال في ولاية أعالي النيل الشهر الماضي، وهي الآن تتعرض لأعمال عنف وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ،حيث قتل أكثر من 100 شخص و أصيب آخرون في هجمات يشنها مسلحون على المستشفيات و الكنائس وأماكن العبادة". ودعت المسؤولة الأممية في بيانها إلى ضرورة التزام طرفي الصراع بتنفيذ بالتزاماتهما وفقا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي وأن يحترما اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، وأن يتوقفا عن استهداف المنشآت المدنية ". وشددت فاليري آموس على أن الأممالمتحدة سوف تواصل جهودها مع المجتمع الدولي والشركاء الدوليين في المجال الإنساني من أجل تقديم المساعدات للنساء والأطفال و الرجال في جنوب السودان. واختتمت بيانها قائلة " إن الناس في جنوب السودان ترغب في السلام والاستقرار وتريد نهاية لهذا الصراع". من جانبه حذر دونالد بووث المبعوث الأمريكي للسودان من أن تقع دولة جنوب السودان في مستنقع الصراعات الداخلية المدمرة التي أدت بالفعل إلى أعمال قتل وتدمير واسعة، كما تهدد النسيج الاجتماعي للدولة الصاعدة. جاء ذلك في شهادة بووث أمام جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي. وأضاف بووث في شهادته أن زيادة التوتر في جنوب السودان بدعم من أطراف إقليمية أخرى ستؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة. وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن حكومة شمال السودان مازالت تمارس ما اسماها "بالسياسات القمعية ضد الجماعات المهمشة في دارفور والولايات الجنوبية من كردفان والنيل الأزرق حيث يتم قصف تلك المناطق بصورة دورية". وقال بووث إنه مازالت هناك بعض القضايا التي لم يتم حلها بين الدولتين والتي لا يمكن تركها إلى ما لا نهاية مشيرا إلى ضرورة تعاون الدولتين لتنفيذ الاتفاقات السابقة خاصة فيما يتعلق بالمناطق محل النزاع. وأكد بووث ضرورة تدخل المجتمع الدولي بهدف تحقيق السلام والديمقراطية في السودان من خلال الحوار المستمر بين الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.